وقال العلامة: أبو بكر بن غنام- فريد وقته بعلم المعقول والمنقول، والشعر والإنشاء- في صدر القرن الثالث عشر، شعرا من قصيدة:
نفوس الورى إلا القليل ركونها ... إلى الغي لا يلفى لدين حنينها
فسل ربك التثبيت أي موحد ... فأنت على السمحاء باد يقينها
وغيرك في بيد الضلالة سائر ... وليس له إلا القبور يدينها
ولو تتبعنا كلام العلماء، فيما صدر في هذه الأمة من الشرك الأكبر، من عبادة القبور والأشجار والكواكب والأحجار وغير ذلك، لطال الجواب؛ وذلك مما لا يخفى على ذوي البصائر والعقول والألباب. فاعتبر أيها الناصح لنفسه، واعلم أن الاختلاف، إنما وقع بيننا وبين كثير من الناس، في معنى لا إله إلا الله، والعمل بها.
فهم قنعوا من كلمة التوحيد باللفظ، ورأوه نافعا، وإن لم يعتقدوا المعنى ولم يعملوا به; ومن له أدنى مسكة من عقل، يعلم أن لا إله إلا الله تدل على التوحيد ولا ريب أن الشرك ينافي التوحيد كما تقدم أنه مبطل للأعمال؛ هذا ولو كانت الأعمال في الأصل صحيحة، فكيف إذا كان مبناها على الكفر بمعنى لا إله إلا الله أو الشرك؟ !
إذا عرفت ذلك فاعلم أن الاختلاف بين الرسل