الأنبياء وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن أثبتهم وسائط، بمعنى الحُجّاب، الذين بين الملك والرعية، بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه، فهذا شرك وكفر، انتهى.
ومن أراد الوقوف على ما جرى في آخر هذه الأمة من الشرك، وما أورده المشركون من الشبه، فليطالع " كتاب الإغاثة" للعلامة ابن القيم، "وكتاب الاستغاثة" لشيخ الإسلام - في الرد على ابن البكري- رحمهما الله تعالى "وكتاب الرد على ابن الأخنائي"؛ ففي هذه الكتب من بيان التوحيد، وما ينافيه من الشرك، ما يعين المنصف على فهم كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وحقيقة ما بعث الله به رسوله من دينه.
وقد أشار الشيخ محمد بن إسماعيل الصنعاني، في قصيدته التي سيرها إلى شيخنا محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى، وذكر فيها ما عم وطم من الشرك الأكبر، فقال:
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه ... يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرا ما طوى كل جاهل ... ومبتدع منه فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادما ... مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها معنى سواع ومثله ... يغوث وود بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في سوحها من عقيرة ... أهلت لغير الله جهرا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبل ... ومستلم الأركان منها باليد