وقد أخبر الله في القرآن، في غير موضع، بعذاب المقلدين لأسلافهم من الكفار، وأنهم يتحاجون في النار، وأن الأتباع يقولون: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ} [سورة الأعراف آية: 38] . انتهى ملخصا; وهذه الآية لها نظائر كثيرة في القرآن، والحمد لله على حسن البيان.

وقد دلت الآيات المحكمات على كفر من أشرك بالله غيره في عبادته قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} [سورة الزمر آية: 8] .

ولها نظائر كثيرة سوى ما تقدم، كقوله: {قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [سورة الأعراف آية: 37] . ففي هذه الآية من البيان أن معظم شركهم هو دعاؤهم، وأنه كفر بالله؛ فلا اعتبار بمن أعمى الله بصيرته، عن تدبر كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهذا الجاهل يدعي أنه ينقل من منهاج السنة لشيخ الإسلام، وقد عرفت ما في ذلك من فساد قصده، ووضعه العبارة في غير من هي له، ومن قصد بها.

وهذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، في المنهاج،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015