فساد ما كانوا عليه من البدعة؛ إذ التوبة من كل ذنب هي بفعل ضده، انتهى المقصود، فتأمل كيف جعل أهل هذه البدع، جنس الفساق، لأنهم يؤمنون بالله ورسوله، واليوم الآخر.

وقولنا في هؤلاء المبتدعة الذين ذكرهم شيخ الإسلام، وذكرهم العلامة ابن القيم، قولهما، وقول السلف، والأئمة فيهم; ننكر على كل مبتدع بدعته، ونعتقد فساد ما أصلوه من أصول بدعهم. فنحن- بحمد الله- متبعون لا مبتدعون، ننكر الشرك الأكبر، ونكفر أهله، وننكر البدع، ونناظر أهلها بالسنة؛ فله الحمد على ما هدانا.

وأما أهل الإشراك فقد عرفت ما قال الله فيهم، وما قرره هذا الإمام وغيره من العلماء، من تكفيرهم بالشرك في الإلهية، ومخالفة الشريعة; وملة الشرك: ملة كفر، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [سورة الحج آية: 17] .

فأهل الإيمان هم أهل الحق؛ ما عداهم من الملل الخمس، فملل كفر قطعا؛ ومن لم يعرف هذا، ولم يفهم هذا، ولم يفهم الفرق، فهو جاهل مفتون {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً} [سورة المائدة آية: 41] .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، في الفتاوى المصرية: قد قال بعض الناس إنه تجوهر، وهذا قول قوم داوموا على الرياضة مدة، فقالوا: لا نبالي بما عملنا، وإنما الأمر والنهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015