لله بالربوبية، وشركهم صار في الإلهية، وقوله: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [سورة المؤمنون آية: 117] .
فالله تعالى كفّر في هذه الآيات من دعا معه غيره؛ فكيف ينزل من تمسك بكتاب الله، ودعا إلى توحيد الله وطاعته، وأنكر الشرك بالله، ونهى عن معصية الله، واتبع سبيل المؤمنين وأصحابه، منْزلة الخوارج؟! ولا ريب أن هذا ضلال مبين، وانحراف عن سبيل المؤمنين.
وقد سلف الوعد بأن نذكر ما قاله العلامة ابن القيم، قال رحمه الله: وفسق الاعتقاد كفسق أهل البدع، الذين يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر، ويحرمون ما حرمه الله ورسوله، ويوجبون ما أوجبه الله; لكن ينفون كثيرا مما أثبته الله ورسوله، جهلا وتأويلا، وتقليدا للشيوخ، ويثبتون ما لم يثبته الله ورسوله كذلك؛ وهؤلاء كالخوارج المارقة، وكثير من الروافض، والقدرية، والمعتزلة، وكثير من الجهمية، الذين ليسوا غلاة في التجهم.
وأما غالية الجهمية فكغلاة الرافضة، وليس للطائفتين في الإسلام نصيب; ولذلك أخرجهم جماعة من السلف، من الثنتين وسبعين فرقة، وقالوا: هم مباينون للملة ... إلى أن قال: فتوبة هؤلاء الفساق، من جهة الاعتقادات الفاسدة، بمحض اتباع السنة، ولا يكتفي منهم بذلك أيضا، حتى يبينوا