تقع له الشفاعة، قبل دخول النار، أو بعده إن دخلها بذنوبه؛ فهذا هو الذي يأذن الله للشفعاء أن يشفعوا له، بما معه من الإخلاص، كما صرحت بذلك الأحاديث، والله أعلم.

وقد قدمنا: ما دل عليه الكتاب والسنة: أن ما في القرآن من ذكر الشفاعة نفيا وإثباتا، فحق لا اختلاف فيه بين أهل الحق; فالشفاعة المنفية إنما هي في حق المشرك، الذي اتخذ له شفيعا يطلب الشفاعة منه، فيرغب إليه في حصولها، كما في البيت المتقدم؛ وهو كفر، كما صرح به القرآن.

وأما الشفاعة التي أثبتها الكتاب والسنة، فقد ثبتت للمذنبين الموحدين المخلصين؛ وهذا هو الذي تظاهرت عليه النصوص، واعتقده أهل السنة والجماعة، ودانوا به.

والحديث الذي أشار إليه المعترض، من قوله: " أنا لها، أنا لها " لا ينافي ما تقرر، وذلك: أن الناس في موقف القيامة، إذا فزعوا إلى الرسل ليشفعوا لهم إلى الله، في إراحتهم من كرب ذلك المقام بالحساب، وكل نبي ذكر عذره.

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: " فيأتوني فأخرّ بين يدي الله ساجدا " 1 أو كما قال: " فأحمده بمحامد يفتحها علي، ثم يقال: ارفع رأسك، وقل تسمع، واسأل تعطه، واشفع تشفع، قال: فيحد لي حدا، فأدخلهم الجنة " 2 فتأمل كون هذه الشفاعة لم تقع إلا بعد السجود لله، ودعاه وحمده، والثناء عليه بما هو أهله، وقوله: " فيحد لي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015