هذا، وقالوا: يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة; فهذا يفيد أن المسلم، بل العالم، قد يقع في أشياء من الشرك، وهو لا يدري; فيفيد الحرص وبذل الجهد، في البحث عما جاء عن الله ورسوله، ولا يقلد دينه الرجال؛ فإنهم لن يسلموا أن يغلطوا، وأبى الله أن يصح إلا كتابه، وأن يعصم إلا رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإذا اشتبه عليه الحق في هذا الباب أو غيره فليدع بما رواه مسلم في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا قام من الليل: " اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " 1 وصلى الله على محمد، وآله وصحبه وسلم.