ضعفه; فهذا الحديث الذي استدل به، تفرد به عبد الرحمن بن زيد، وهو كما تسمع.
وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية، قدس الله روحه ونور ضريحه في رده على ابن البكري: وأما قول القائل: قد توسل به الأنبياء، آدم، وإدريس، ونوح، وأيوب، كما هو مذكور في كتب التفسير وغيرها، فيقال: مثل هذه القصص لا يجوز الاحتجاج بها، بإجماع المسلمين. فإن الناس لهم في شرع من قبلنا قولان:
أحدهما: أنه ليس بحجة.
الثاني: أنه حجة ما لم يأت شرعنا بخلافه، بشرط أن يثبت ذلك بنقل معلوم، كإخبار النبي صلى الله عليه وسلم. فأما الاعتماد على نقل أهل الكتاب، أو نقل من نقل عنهم، فهذا لا يجوز باتفاق المسلمين، لأن في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا حدثكم أهل الكتاب، فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم " 1.
وهذه القصص التي فيها ذكر توسل الأنبياء بذاته، ليست في شيء من كتب الحديث المعتمدة، ولا لها إسناد معروف عن أحد من الصحابة; وإنما تذكر مرسلة، كما تذكر الإسرائيليات التي تروى عمن لا يعرف. وقد بسطنا الكلام في غير هذا الموضع، على ما نقل في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتكلمنا عليه وبينا بطلانه.
ولو نقل ذلك عن كعب، ووهب، ومالك بن