نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} [سورة إيراهيم آية: 35-36] . وكفى في معرفة أنهم أكثر أهل الأرض: ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون" وقد قال تعالى: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً} [سورة الإسراء آية: 89] ، وقال: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة الأنعام آية: 116] .

ولو لم تكن الفتنة بعبادة الأصنام عظيمة، لما أقدم عبادهم على بذل نفوسهم، وأموالهم وأبنائهم دونها، وهم يشاهدون مصارع إخوانهم، وما حل بهم، ولا يزيدهم ذلك إلا حبا لهم وتعظيما، ويوصي بعضهم بعضا بالصبر عليها، انتهى كلامه، رحمة الله عليه. والمقصود: أنه حكى الإجماع، على أن التوسل إلى الله بصاحب القبر، بدعة إجماعا.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه - في رده على ابن البكري -: وما زلت أبحث وأكشف ما أمكنني من كلام السلف، والأئمة والعلماء، هل جوز أحد منهم التوسل بالصالحين في الدعاء؟ أو فعل ذلك أحد منهم؟ فما وجدته.

ثم وقعت على فتيا للفقيه: أبي محمد بن عبد السلام، أفتى بأنه لا يجوز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم، وأما بالنبي صلى الله عليه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015