فلان، وهذا جائز; وإما أن يقسم عليه، ولا يجوز الإقسام بمخلوق; كما أنه لا يجوز أن يقسم على الله بالمخلوقين; فالتوسل إلى الله بذات خلقه، بدعة مكروهة، لم يفعلها السلف من الصحابة، ولا التابعين لهم بإحسان.

[أنواع الأمور المبتدعة عند القبور]

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: في كتابه "إغاثة اللهفان في مكائد الشيطان": وهذه الأمور المبتدعة عند القبور أنواع:

أبعدها عن الشرع: أن يسأل الميت حاجته، كما يفعله كثير من هؤلاء من جنس عباد الأصنام ; ولهذا قد يتمثل لهم الشيطان في صورة الميت، كما يتمثل لعباد الأصنام، وكذلك السجود للقبر، وتقبيله والتمسح به.

النوع الثاني: أن يسأل الله به; وهذا يفعله كثير من المتأخرين، وهو بدعة إجماعا.

النوع الثالث: أن يظن أن الدعاء عنده مستجاب، أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد؛ فيقصد القبر لذلك; فهذا أيضا من المنكرات إجماعا، وما علمت فيه نزاعا بين أئمة الدين، وإن كان كثير من المتأخرين يفعله.

وبالجملة: فأهل الأرض مفتونون بعبادة الأصنام، ولم يتخلص منه إلا الحنفاء، أتباع ملة إبراهيم. وعبادتها في الأرض من قبل نوح. وهياكلها، ووقوفها وسدنتها وحجابها، والكتب المصنفة في عبادتها طبق الأرض. قال إمام الحنفاء، عليه الصلاة والسلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015