المكتوم" في عبادة النجوم، فصار مرتدا، إلا أن يكون قد تاب بعد ذلك؛ فقد كفر الرازي بعينه لما زين الشرك.

وقال: بعد أن ذكر العلة في النهي عن اتخاذ القبور مساجد، والنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس، وعند غروبها، قال: فسد الذريعة أن لا يصلى في هذه الساعة، وإن كان المصلي لا يصلي إلا لله، ولا يدعو إلا الله، لئلا يفضي إلى دعائها والصلاة لها.

وهذا من أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين، حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام، وصنف كتبا على مذهب المشركين، مثل أبي معشر البلخي، وثابت بن قرة، وأمثالهما ممن دخل في الشرك، وآمن بالجبت والطاغوت، وهم ينتسبون إلى الكتاب، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} 1. انتهى.

فانظر إلى هذا الإمام، الذي نسب عنه - من أزاغ الله قلبه - عدم تكفير المعين، كيف ذكر عن الفخر الرازي، وأبي معشر وغيرهما، من المصنفين المشهورين أنهم كفروا، وارتدوا عن الإسلام.

وتأمل قوله: حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام، لتعلم ما وقع في آخر هذه الأمة من الشرك بالله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015