صالحين في قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن ينصبوا تماثيلهم، ويصوروا صورهم، ليكون ذلك أشوق إلى العبادة، وأنشط في الطاعة; فلما هلك من فعل هذا، أوحى الشيطان إلى من بعدهم أن أسلافهم كانوا يعبدونهم، وبهم يسقون المطر، فعبدوهم لذلك.

فأصل الشرك: هو تعظيم الصالحين بما لم يشرع. والغلو في ذلك، فأتاح الله بمنه، في هذه البلاد النجدية والجهات العربية، من أحبار الإسلام وعلمائه الأعلام من يكشف الشبهة، ويجلو الغمة، وينصح الأمة، ويدعو إلى محض الحق، وصريح الدين، الذي لا يخالطه، ولا يمازجه دين الجاهلية المشركين، فنافح عن دين الله، ودعا إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنف الكتب والرسائل، وانتصب للرد على كل مبطل ومماحل، وعلم من لديه كيف يطلب العلم، وأين يطلب، وبأي شيء يقهر المشبه المجادل ويغلب; واجتمع له من عصابة الإسلام، والإيمان طائفة يأخذون عنه، وينتفعون بعلمه، وينصرون الله ورسوله، حتى ظهر واستنار ما دعا إليه، وأشرقت شموس ما عنده من العلم وما لديه، وعلت كلمة الله، حتى أعشى إشراقها وضوءها كل مبطل ومماحل، وذل لها كل منافق مجادل.

وحقق الله وعده لأوليائه وجنده، كما قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015