السلام، والفارقة بين الكافر والمؤمن من الأنام; ولها جردت السيوف وشرع الجهاد، وامتاز الخبيث من طيب العباد، وبها حقنت الدماء وعصمت الأموال.
وقد بلغ الشيطان مراده من أكثر الخلق، وصدق عليهم إبليس ظنه، فاتبعه الأكثرون، وتركوا ما جاءت به الرسل، من دين الله الذي ارتضاه لنفسه، وتلطف الشيطان في التحيل والمكر والمكيدة حتى أدخل الشرك، وعبادة الصالحين وغيرهم، على كثير ممن ينتسب إلى دين الإسلام في قالب محبة الصالحين والأنبياء، والتشفع بهم، وأن لهم جاها، ومنْزلة ينتفع بها من دعاهم، ولاذ بحماهم؛ وأن من أقر لله وحده بالتدبير، واعتقد له بالتأثير، والخلق، والرزق، فهو المسلم، ولو دعا غير الله، واستعاذ بغيره، ولاذ بحماه؛ وأن مجرد شهادة أن لا إله إلا الله تكفي مثل هذا، وإن لم يقارنها علم ولا عمل ينتفع به، وأن الدعاء والاستغاثة، والاستعانة، والحب، والتعظيم، ونحو ذلك، ليس بعبادة، وإنما العبادة السجود، والركوع، ونحو هذه الزخرفة، والمكيدة; وهذا بعينه هو الذي تقدمت حكايته عن جاهلية العرب.
وذكر المفسرون، وأهل التاريخ من أهل العلم، في سبب حدوث الشرك في قوم نوح، مثل هذه المكيدة، فإن ودا، وسواعا، ويغوث، ويعوق، ونسرا، أسماء رجال