يقول لكم ماذا فعلتم بأمة ... على ناهج مثل النجوم الزواهرِ
سللتم سيوف البغي فيهم وعطلت ... مساجدهم من كل داع وذاكرِ
وواليتمو أهل الجحيم سفاهة ... وكنتم بدين الله أول كافرِ
نسيتم لنا عهدا أتاكم رسولنا ... به صارخا فوق الذرى والمنابرِ
فسل ساكن الأحساء هل أنت مؤمن ... بهذا وما يحوى صحيح الدفاترِ
وهل نافع للمجرمين اعتذارهم ... إذا دار يوم الجمع سوء الدوائرِ
وقال الشقي المفتري كنت كارهاً ... ضعيفاً مضاعاً بين تلك العساكرِ
أماني تلقاها لكل متبّر ... حقيقتها نبذ الهدى والشعائرِ
تعود سرابا بعد ما كان لامعاً ... لكل جهول في المهامه حائرِ
فإن شئت أن تحظى بكل فضيلة ... وتظهر في ثوب من المجد باهرِ
وتدنو من الجبار جل جلاله ... إلى غاية فوق العلى والمظاهرِ
فهاجر إلى رب البرية طالباً ... رضاه وراغم بالهدى كل جائرِ
وجانب سبيل العادلين بربهم ... ذوي الشرك والتعطيل مع كل غادرِ
وبادر إلى رفع الشكاية ضارعاً ... إلى كاشف البلوى عليم السرائرِ
وكابد إلى أن تبلغ النفس عذرها ... وترفع في ثوب من العفو ساترِ
ولا تيأسنْ من صنع ربك إنه ... مجيب وإن الله أقرب ناصرِ
ألم تر أن الله يبدي بلطفه ... ويعقب بعد العسر يسراً لصابرِ
وأن الديار الهامدات يمدها ... بوبل من الوسمي هام وماطرِ
فتصبح في رغد من العيش ناعم ... وتهتز في ثوب من الحسن فاخرِ