يذكرنيهم كل وقت وساعة ... عصائب هلكى من وليد وكابرِ

وأرملة تبكي بشجو جنينها ... لها رنة بين الربى والمحاجرِ

وهذا زمان الصبر من لك بالتي ... تفوز بها يوم اختلاف المصادرِ

فصل: فيما جرى من مفاسد العساكر والبوادي

ودارت على الإسلام أكبر فتنة ... وسلت سيوف البغي من كل غادرِ

وذلت رقاب من رجال أعزة ... وكانوا على الإسلام أهل تناصرِ

وأضحى بنو الإسلام في كل مأزق ... تزورهمو غرثى السباع الضوامرِ

وهتك ستر للحرائر جهرة ... بأيدي غواة من بواد وحاضرِ

وجاؤوا من الفحشاء ما لا يعده ... لبيب ولا يحصيه نظم لشاعر

وبات الأيامى في الشتاء سواغبا ... يبكين أزواجاً وخير العشائرِ

وجاءت غواش يشهد النص أنها ... بما كسبت أيدي الغواة الغوادرِ

وجر زعيم القوم للترك دولة ... على ملة الإسلام فعل المكابرِ

ووازره في رأيه كل جاهل ... يروح ويغدو آثما غير شاكرِ

وآخر يبتاع الضلالة بالهدى ... ويختال في ثوب من الكبر وافرِ

وثالثهم لا يعبأ الدهر بالتي ... تبيد من الإسلام عزم المذاكرِ

ولكنه يهوى ويعمل للهوى ... ويصبح في بحر من الريب غامرِ

وقد جاءهم فيما مضى خير ناصحٍ ... إمام هدى يبني رفيع المفاخرِ

وينقذهم من قعر ظلما مضلة ... لسالكها حر اللظى والمساعرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015