فإذا كانت هذه الآيات، نزلت فيمن لم يهاجر ويجاهد، فقد أصابكم حكمهم، بترككم الهجرة والجهاد، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيمن توقف عن مبايعته على الهجرة والجهاد: " فإذا كان لا هجرة ولا جهاد، فبم ندخل الجنة "؛ فحصل لكم بترك الفرضين ما حصل من المتابعة والموافقة، حتى عكستم الحكم، فعاديتم من عادى المشركين، ورمتم هدم الإسلام وحقوقه وواجباته، فلم يبق بأيديكم إلا استحسان هذه الحالة، ورد الحق، وغمط الناس ممن أقام على الدين، وعادى المشركين، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [سورة الشعراء آية: 227] .

وما ذكرت من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر " 1، فهو حديث صحيح، وهو حجة عليك لا لك. فانظر من الذي يسب المسلمين، ويتولى المشركين، ويعادي من سبهم؛ فإن كنا قد سببنا مسلماً يؤمن بالله واليوم الآخر، ويوالي أولياءه، ويعادي أعداءه، وأنتم تذبون عن كل مسلم هذا وصفه، وتسبون من سبه، فأنتم أسعد منا بالدليل; وإن كان هذا وصفكم، فما احتججتم به فهو حجة خصمكم، وهذا لا يشك فيه عاقل أصلاً، أنا لا نسب من ثبت على الإسلام، وأما أنتم فأكثرتم سبابه وتضليله، والله المستعان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015