فأما إن احتمل معاني، ولم يبين المراد، لم يمكن أن يتدبر؛ ولهذا تجد من زعمه قد اشتمل كلامهم من الباطل على ما لا يعلمه إلا الله، بل فيه من الكذب في السمعيات نظير ما فيه من الكذب في العقليات، بل منتهى أمرهم إلى القرمطة في السمعيات، والسفسطة في العقليات؛ وهذا منتهى كل مبتدع خالف شيئا من الكتاب والسنة، حتى في المسائل العملية، والقضايا الفقهية.

الثانية عشر: والتوحيد عندهم: إنكار صفات الكمال، ونعوت الجلال، والشرك إثباتها؛ ودينهم اتخاذ أكابرهم أربابا من دون الله.

الثالثة عشر: ويزعمون أنهم ما عظموهم إلا لأجل الله، ثم يستخفون به، ويسبونه مسبة ما سبها إياه أحد من البشر.

الرابعة عشر: ويزعمون أن فعلهم تعظيم وإجلال للأنبياء والصالحين، وهم بذلك يكذبونهم، ويكفرونهم، ويستجهلون من صدقهم وآمن بهم؛ وهذا، والذي قبله: من أعجب العجاب! !

(الإيمان بالأصول الستة)

وقال فى بعض تقاريره: اعلم رحمك الله أن الإيمان الشرعي، هو الإيمان بالأصول الستة. فمن الإيمان بالله الإيمان بالكتب التي أنزل الله، والإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله. ومن الإيمان بهم معرفة مراد الله في إرسالهم، كما قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015