الأمصار: أن القرآن كلام الله، غير مخلوق ومن قال: مخلوق، فهو كافر.
والقرآن حمله جبرائيل مسموعا من الله تعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبرائيل، والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا، وفيما بين الدفتين وفي صدورنا، مسموعا، ومكتوبا، ومحفوظا، ومنقوشا، وكل حرف منه، كالألف، والباء، كله كلام الله غير مخلوق؛ ومن قال: مخلوق، فهو كافر، عليه لعائن الله والملائكة، والناس أجمعين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأبو إسحاق الشيرازي، وغير واحد، بينوا مخالفة الشافعي، وغيره من الأئمة، لقول ابن كلاب والأشعري، في مسألة الكلام، التي امتاز بها ابن كلاب والأشعري عن غيرهما، وإلا فسائر المسائل ليس لابن كلاب والأشعري بها اختصاص، بل ما قالاه قاله غيرهما، إما من أهل السنة وإما من غيرهم، بخلاف ما قاله ابن كلاب، في مسألة الكلام، واتبعه عليه الأشعري، فإنه لم يسبق ابن كلاب إلى ذلك أحد، ولا وافقه عليه أحد من رؤوس الطوائف.
وأصله في ذلك هي: مسألة الصفات الاختيارية، ونحوها من الأمور المتعلقة بمشيئته وقدرته، هل تقوم بذاته؟ أم لا؟ وكان السلف والأئمة يثبتون ما يقوم بذاته من الصفات والأفعال مطلقا; والجهمية من المعتزلة وغيرهم