حكاه البغوي عن الكلبي ومقاتل، ذكره ابن جرير، في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه آية: 5] قال: ارتفع وعلا، وقال الشيخ أبو العباس بن تيمية رحمه الله: وقد علم أن بين مسمى الاستواء، والاستقرار، والقعود، فروقا معروفة.

ذكر قول الإمام، العالم العلامة، الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير: قال في تفسيره في سورة الأعراف: وأما قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة الأعراف آية: 54] ، فللناس في ذلك المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين، قديما وحديثا، وهو: إمرارها كما جاءت، من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تعطيل; والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه; و {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى آية: 11] .

بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي، شيخ البخاري: من شبه الله بخلقه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها; فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفى عن الله النقائص، فقد سلك سبيل الهدى. انتهى كلام الحافظ ابن كثير، وفيما نقلناه من كلام الأئمة خير كثير. ولو تتبعنا كلام العلماء في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015