فذكره عن الضحاك، والثوري، ونعيم بن حماد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.
وكان ابن بطة، من كبار الأئمة رضي الله عنه، سمع من البغوي وطبقته، وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
ذكر قول الإمام أبي محمد بن أبي زيد القيرواني، شيخ المالكية في وقته، قال في أول رسالته المشهورة، في مذهب الإمام مالك: وأنه تعالى فوق عرشه المجيد، بذاته، وأنه في كل مكان بعلمه، قال الإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي، شارح رسالة ابن أبي زيد، لما ذكر قوله - وأنه فوق عرشه المجيد -: معنى (فوق) و (على) واحد عند جميع العرب; ثم ساق الآيات، والأحاديث - إلى أن قال -: وقد تأتي لفظة (في) في لغة العرب، بمعنى (فوق) ، كقوله: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} [سورة الملك آية: 15] {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [سورة الملك آية: 16] قال أهل التأويل، يريد فوقها; وهو قول مالك مما فهمه عن التابعين، مما فهموه عن الصحابة، مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء، يعني فوقها; فكذلك قال الشيخ أبو محمد، إنه فوق عرشه; ثم بين أن علوه فوق عرشه، إنما هو بذاته، بائن عن جميع خلقه، بلا كيف، وهو بكل مكان بعلمه، لا بذاته، فلا تحويه الأماكن، لأنه أعظم منها، انتهى كلام الشارح.
وذكر ابن أبي زيد في كتابه المفرد في السنة تقرير