يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا ولإخواننا المسلمين من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب. وإنما ذكرنا هذا في أثناء كلام أبي الحسن الأشعري لأن أهل التأويل اليوم الذين أخذوا بطريقة الخلف، ينتسبون إلى عقيدة الأشاعرة، فيظن من لا علم عنده، أن هذا التأويل طريقة أبي الحسن الأشعري، وهو رضي الله عنه قد صرح بأنه على طريقة السلف، وأنكر على من تأول النصوص، كما هو مذهب الخلف; وذكر أن التأويل مذهب المعتزلة والجهمية.
قال الإمام الذهبي في كتاب العلو: قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: سمعت أبا علي الدقاق يقول: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الأشعري رحمه الله، ورأسه في حجري، فكان يقول شيئا في حال نزعه: لعن الله المعتزلة، موهوا ومخرقوا.
وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر، في كتاب تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري: فإذا كان أبو الحسن رحمه الله كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد، مستصوب المذهب عند أهل المعرفة والانتقاد، موافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد، ولا يقدح في مذهبه غير أهل الجهل والعناد، فلا بد أن يحكى عنه معتقده على وجهه بالأمانة، ليعلم حاله في صحة عقيدته في الديانة.
فاسمع ما ذكره في كتابه الإبانة، فإنه قال: الحمد لله