وكان بعض الصحابة يتنابون على حضور مجالس النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأخرج الشيخان من حديث عمر - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك ..... "الحديث (?).وهذا يدل على حرصهم على حفظ حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وأما عن كتابة الحديث وحفظه في الصدور والسطور، فقد كتب بعض الصحابة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد كان لبعض كبار الصحابة صحف دونوا فيها بعض الأحاديث، وما هذا إلاّ من حرصهم عليه، وهو جهد كبير في حماية الحديث من الضياع أو النسيان، إذ كتب أسيد بن حضير الأنصاري - رضي الله عنه - بعض الأحاديث النبوية، وقضاء أبي بكر وعمر وعثمان، وأرسله إلى مروان بن الحكم (?).

وكتب جابر بن سمرة - رضي الله عنه - بعض أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعث بها إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص بناءً على طلبه ذلك منه (?).

وكتب زيد بن أرقم - صلى الله عليه وسلم - بعض الأحاديث النبوية وأرسل بها إلى أنس بن مالك - رضي الله عنه - (?).

وكتب زيد بن ثابت في أمر الجَدِّ إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وذلك بناء على طلب عمر نفسه (?).

وجمع سمرة بن جندب ما عنده من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعث به إلى ابنه سليمان، وقد أثنى الإمام محمد بن سيرين على هذه الرسالة فقال: "في رسالة سمرة إلى ابنه علمٌ كثير" (?).

ومن ذلك أيضاً حثهم على كتابة الحديث وتقييده، فروى عن عمر بن الخطاب وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -، أنهما كانا يقولان: "قيدوا العلم بالكتاب" (?).

وجاء عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: "من يشتري مني علماً بدرهم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015