في ذلك تبعيض حرف متحد المخرج، وكلا المذهبين صحيح، نص سيبويه على جواز إثبات الغنة وتركها في ذلك (?).

وأما إظهار النون عند الياء والواو إذا كانا في كلمة واحدة فلئلا يقع لبس في أوزان الألفاظ: ألا ترى أن وزن (صفوان) فعلان. مثل (سرحان) فلو أدغمت لالتبس بـ (فعال) المضعف العين.

وكذلك (بنيان) وزنه (فعلان) مثل (سلطان) فلو أدغمت لالتبس بـ (فعال) (?) المضعف العين، ولهذا منعوا الإِدغام في (ضيون) (?) وقد اجتمعت فيه الياء والواو وسكون أولاهما لأنه لو أدغم لالتبس بـ (فعل).

وأما الأظهار عند حروف الحلق فلبعد المخرج، وقد تقدم في الإِدغام الكبير أنه لا تدغم (?) حروف الحلق في حروف الفم ولا حروف الفم في حروف الحلق ومع هذا فحروف الحلق داخلة، والنون خارجة إلى مقدم الفم.

واعلم أن الإِظهار عند الهاء، والهمزة، والحاء، والعين: ألزم في كلم العرب، فأما الإِظهار عند الخاء، والغين المعجمتين فهو الأفصح، وقد حكى سيبويه أن من العرب من يخفى النون عندهما (?) وإنما فعلوا ذلك مع هذين الحرفين لقربهما من حروف الفم، إلا أن مذاهب القراء على التزام الإِظهار كما تقدم وأما القلب عند الباء فلأنه لما ثقل إظهار النون هناك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015