وكلاهما فضل صوت، مع أن الياء من وسط اللسان، فقربت من مخرج النون، والواو أيضاً من مخرج الميم، وقد أدغمت النون في الميم فحصل بذلك أنس استسهلوا به إدغام النون في الواو، وبكون الواو من مخرج الميم علل سيبويه إدغام النون في الواو.

فقال: (لأنها من مخرج ما أدغمت فيه النون) (?) وقال في تعليل إدغام النون في الياء الأن الياء أخت الواو، وقد تدغم فيها الواو فكأنهما من مخرج واحدا (?).

فأما مذهب خلف في ترك الغنة فإنه آثر استحكام حقيقة الإِدغام بإذهاب الحرف الأول رأساً، كما ثبت في إدغام سائر حروف المختلفات.

وأما مذهب سائر القراء حيث أثبتوا الغنة، فإنهم آثروا إبقاء شاهد على صحة ما فعلوا من إدغام النون وهو حرف صحيح في الحرف المعتل، ولم يثبت قط إدغام حرف صحيح في حرف معتل غير النون، لبعد ما بين حروف الصحة وحروف العلة فأبقوا الغنة التي هي سبب الشبه (?) بين النون وحروف العلة بما فيها من اللين ليحصل بذلك العذر في أنهم ما أدغموا إلا حيث وجدوا الشبه.

ولما كانت الغنة إنما تخرج من الأنف، والنون من طرف اللسان حصل بذلك تعدد المخرج ضرورة فسهل ترك إعمال اللسان في لفظ النون، وتعويض التشديد في الياء والواو مع إبقاء اللسان في لفظ النون، وتعويض التشديد في الياء والواو مع إبقاء الغنة خارجة من الأنف، ولم يكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015