الغائب، وأما السلام الذي يقصد به الدعاء منّا بالتسليم من الله تعالى على المدعو له، سواء أكان بلفظ غيبة أو حضور.. فهذا هو الذي اختص به صلى الله عليه وسلم عن الأمة، فلا يسلّم على غيره منهم إلا تبعا، كما أشار إليه التقي السبكي في «شفاء السّقام» (?) ، وحينئذ فقد أشبه قولنا: «عليه السلام» قولنا: «عليه الصلاة» من حيث إن المراد: عليه السلام من الله تعالى؛ ففيه إشعار بالتعظيم الذي في الصلاة من حيث الطلب لأن يكون المسلّم عليه الله تعالى، كما في الصلاة، وهذا النوع من السلام هو الذي جوز الحليمي كون الصلاة بمعناه) اهـ
استدل بتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه كيفية الصلاة عليه بعد سؤالهم عنها: أنها أفضل الكيفيات في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يختار لنفسه إلا الأشرف والأفضل.
ومن ثمّ صوّب في «الروضة» : (أنه لو حلف ليصلين على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة.. لم يبرّ إلا بتلك الكيفية) (?) .
ووجّهه السبكي بأن من أتى بها.. فقد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين، وكان له الجزاء الوارد في أحاديث الصلاة بيقين، وكل من جاء بلفظ غيرها.. فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك؛ لأنهم قالوا: كيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا ... » فجعل الصلاة عليه منهم هي قول ذا. اهـ
ونقل الرافعي رحمه الله تعالى عن المروزي: أنه يبرّ ب (اللهم؛ صلّ على محمد وآل محمد كلما ذكره (?) الذاكرون، وكلما سها عنه الغافلون) ، وأخذ