بأحوال الآخرة، وقال بعضهم: المراد بالرّوح: الملك الموكّل به.

وقال ابن العماد: (يحتمل أن يراد به هنا السرور مجازا؛ فإنه قد يطلق ويراد به ذلك) .

ولا ينافي ما تقرر من حياتهم ما في «صحيح ابن حبّان» في قصة عجوز بني إسرائيل: أنها دلّت موسى على الصندوق الذي فيه عظام يوسف على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام، فاستخرجه وحمله معهم عند قصدهم الذهاب من مصر إلى الأرض المقدسة (?) ؛ إما لأنها أرادت بالعظام كل البدن، أو لأن الجسد لمّا لم تشاهد فيه روح.. عبّر عنه بالعظم الذي من شأنه عدم الإحساس، أو أن ذلك باعتبار ظنها أن أبدان الأنبياء كأبدان غيرهم في البلى.

وخبر: «أنا أكرم على ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلاث» .. قال البيهقي: (إن صح.. فالمراد: أنهم لا يتركون لا يصلون إلا هذا القدر، ثم يكونون مصلين بين يدي الله سبحانه وتعالى) (?) .

وفي خبر غير ثابت أيضا: «إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة، ولكنهم يصلون بين يدي الله تعالى حتى ينفخ في الصور» (?) ، وكأن هذا مستند ما رواه عبد الرزاق عن ابن المسيّب: أنه رأى قوما يسلمون على النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: (ما مكث نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما) (?) ، وقد علمت أن مستند هذه المقالة لا أصل له، فمن ثمّ لم يعول العلماء عليها، بل أجمعوا على خلافها كما مر آنفا.

قيل: وإذا تقرر أنه حيّ.. فلا يقال: عليه السلام، ولا عليك السلام؛ فإنها تحية الموتى، وقد امتلأت كتب كثيرين من المصنفين بذلك!! فليجتنب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015