ثم يسرى بموسى وغيره إلى بيت المقدس، كما أسري بنبينا فيراهم فيه، ثم يعرج بهم إلى السماوات كما عرج بنبينا فيراهم فيها، كما أخبر، وحلولهم في أوقات مختلفة بأمكنة مختلفة.. جائز عقلا كما ورد به خبر الصادق، وفي كل ذلك دلالة على حياتهم) اهـ (?)
وقد ثبتت حياة الشهداء بنص القرآن، وصرح ابن عباس وابن مسعود رضي الله تعالى عنهم بأنه صلى الله عليه وسلم مات شهيدا، والمراد- كما مر بالروح-: النطق، صرح به جماعة.
فهو صلى الله عليه وسلم حيّ على الدوام، لكن لا يلزم من حياته دوام نطقه، وإنما يردّ عليه عند سلام كل مسلّم عليه، وعلاقة التجوز بالروح عن النطق ما بينهما من التلازم غالبا.
وأجاب البيهقي بأن معنى رد الروح إليه: أنها ردت إليه عقب دفنه؛ لأجل سلام من يسلّم عليه، واستمرت في جسده الشريف صلى الله عليه وسلم، لا أنها تعاد لردّ السلام ثم تنزع ثم تعاد لرد السلام وهكذا؛ أي: لما يلزم عليه من تعدد حياته ووفاته في أقل من ساعة مرات كثيرة، وأجيب بأنه لا محظور فيه؛ إذ لا نزع ولا مشقة في ذلك الرّد وإن تكرر.
وأجاب السبكي بأنه يحتمل أن يكون ردّا معنويّا، وأن تكون روحه الشريفة مشتغلة بشهود الحضرة الإلهية والملأ الأعلى عن هذا العالم، فإذا سلّم عليه.. أقبلت روحه الشريفة على هذا العالم؛ لتدرك سلام من يسلّم عليه وترد عليه (?) .
ولا يلزم عليه استغراق الزمان كله في ذلك؛ نظرا لاتصال الصلاة عليه في أقطار الأرض؛ لأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل، وأحوال البرزخ (?) أشبه