يا رب قائلة غداً ... يا ويح أم معاويه
وقالت أيضاً:
يا عين بكي عتبة ... شيخاً شديد الرقبه
يطعم يوم المسغبة ... يدفع يوم الغلبه
إني عليه حربه ... ملهوفة مستلبه
ليهبطن يثربه ... بغارة منشعبه
فيه الخيول مقربة ... كل سواء سلهبه
كانت أشعر نساء زمنها وأحسنهن أدباً، وأكملهن رأياً، وأجملهن وجهاً. قيل: إنها لما قتل ابن أخيها خالد بن حبيب بن خالد ندبته واتبعتها نساء العرب حتى لم ير امرأة من قبيلتها إلا وكانت باكية ورثته بقصائد وأبيات منها قالته يوم مأتمه:
أمسى بواكيك مللن البكى ... وشر عهد الناس عهد النسا
فابن حبيب فأبكيا خالداً ... لجفنة ملأى وزق روى
وبان حبيب فابكيا خالداً ... لطعنة يقصر عنها الأسى
إن تبكيا لا تبكيا هيناً ... وما بما مسكما من خفا
إذ تخرج الكعاب من خدرها ... يومك لا تذكر فيه الحيا
وقالت ترثي أباها خالداً:
أأميم هيهات الصبا ذهب الصبا ... وأطار عني الحلم جهل غراب
أين الأولى بالأمس كانوا جيرة ... لأخذت صرف الموت عن أحبابي
ما حيلتي إلا البكاء عليهم ... إن البكاء سلاح كل مصاب
زوجة عبد الله بن عجلان يتصل نسبها مع نسبه كانت ذات حسن وجمال، وقد واعتدال، وبهاء وكمال.
وسبب زواجها إلى عبد الله بن عجلان أنه خرج يوماً إلى شعب من نجد ينشد ضالة فشارف ماء يقال له: نهر غسان وكانت بنات العرب تقصده فتخلع ثيابها وتغتسل فيه، فلما علا ربوة تشرف على النهر المذكور رآهن على تلك الحالة فمكث ينظر إليهن مستخفياً، فصعدن حتى بقيت هند.
وكانت طويلة الشعر، فأخذت