كأنك لم تشهد هناك ولم تكن ... مقاماً على الأعداء غير مخيف
ولم تستلم يوماً لورد كريهة ... من الشرد في غضراء ذات رفيف
ولم تسع يوم الحرب والحرب لاقح ... وسمر القنا ينكرنها بأنوف
حليف الندى ما عاش يرضي به الندى فإن مات لا يرضى الندى بحليف
خفيف على ظهر الجواد إذا عدا ... وليس على أعدائه بخفيف
وما زال حتى أزهق الموت نفسه ... شجا لعدو أو نجا لضعيف
ألا يا لقومي للحمام وللبلى ... وللأرض همت بعده برجوف
ألا يا لقومي للنوائب والردى ... ودهر ملح بالكرام عنيف
وللبدر ما بين الكواكب إذ هوى ... وللشمس إذ ما أزمعت بكسوف
ولليث كل الليث إذ يحملونه ... إلى حفرة ملحودة وسقيف
ألا قاتل الله الجثا حيث أدمرت ... فتى كان للمعروف غير عيوف
فإن يك أرداه يزيد بن مزيد ... فرب زحوف لفها بزحوف
عليك سلام الله وقفاً فإنني ... أرى الموت وقاعاً بكل شريف
وقولها فيه أيضاً:
ذكرت الوليد وأيامه ... إذ الأرض من شخصه بلقع
فأقبلت أطلبه في السماء ... كما يبتغي أنفه الأجدع
أضاعك قومك فيطلبوا ... إفادة مثل الذي ضيعوا
لو أن السيوف التي حدها يصيبك تعلم ما تصنع
نبت عنك أو جعلت هيبة ... وخوفاً لصولك ولا تقطع
هي ماوية بنت عوف بن جشم. وقيل: بنت ربيعة التغلي. ملكة العراق التي من سلالتها النعمان وباقي الملوك المناذرة. لقبت بماء السماء لأنها كانت في عصرها آية الجمال, وعنوان المجد والجلال, وكانت المنادرة تفتخر بها وجميع عرب العراق تحلف بحياتها, وكانت مآثرها ومفاخرها على العرب لا يوصف لها حد ولا يدرك لها عد, وكانت مكرمة عند الأكاسرة ونسائهم, وطالما قدمت نساء الآكاسرة الهدايا النفيسة والأكاليل والجواهر اللطيفة, وحق لمثلها أن تفتخر على نساء العرب والعجم بما جاء لها من الأولاد النجباء الذين دانت لهم البلاد وخدمتهم العباد مدة من الزمان حتى أذلوا جبابرة العرب والعجم فسبحان الحي الذي لا يموت.
ولدت في برك شير سنة 1767 م وتوفيت في أدجورت تون من إيرلاندة سنة 1849 م أخذت العلم عن