شويله دلسوزا يلدى بونبذه ديرينه كى ... سينه سينه يا ندى سينه م كورميلدن سينه كى
مرحمت قيل (فطنت) غمخواره الله عشقنه ومنها:
هريرده سنك سايه صفت همدمك أولسه م ... قلب ايله لرساكى بنى مد غمك أولسه م
بيله مم كيمه درميل نهنى درونك ... كيرسه م يوركك ايجنه هب محرمك اولسه م
غرق ايلر ايدم قطره ناجيز وجودم ... كلبزك جمالكده سنك شبنمك أولسه م
كانت ولادة "قكتوريا" في الرابع والعشرين من شهر أيار (مايو) أحد شهور سنة 1819م وأبوها دوق كنت ابن الملك جورج الثالث ملك الإنكليز, وأمها الأميرة "فكتوريا ماري لويز" أخت "ليوبولد" ملك بلجيكا توفي أبوها "دوق كنت" في أوائل سنة1820م وعمرها ثمانية أشهر فقط وكان من الرجال العظام المشهورين بالفضائل والفواضل الساعين في ترقية شأن الأمة السابقين إلى عمل الخير والإحسان فإنه كان مشتركاً في أكثر من ستين جمعية خيرية, فقامت أمها على تربيتها واهتمت بأمرها فوق ما ينظر من الوالدات ولا سيما إذا كن أميرات فإن أولاد الملوك والأشراف قلما ينالهم من الاعتناء الوالدي ما ينال غيرهم من أولاد العامة, ولكن "فكتوريا" نالت من ذلك الحظ الأوفر لا سيما لأنها كانت وحيدة لأمها, فانقطعت إلى تربيتها منتظرة أن يسلم لها زمام الملك يوماً ما وتناط بها مهام السلطنة.
ولما صار "لفكتوريا" خمس سنوات من العمر عين لها البارلمنت (أي مجلس الشورى الإنكليزي) ستة آلاف ليرة في السنة لتنفق على تعليمها وتهذيبها فأكبت على الدرس حتى إذا صار لها من العمر إحدى عشرة سنة فقط كانت تتكلم بالفرنسوية والجرمانية جيداً, وتقرأ اللاتينية والطليانية.
وبرعت في الموسيقى والتصوير وظهر منها ميل شديد إلى العلوم الرياضية, ولم يقتصر في تربيتها على تهذيب عقلها وتوسيع معارفها بل صرفت إلى ترويض جسمها, لأن العقل السليم لا يكون في الجسم السقيم, فمرنت على ركوب الخيل, وقطع البحار ونحو ذلك من الأعمال التي تقوي البنية وتجيد الصحة وتزيد الشجاعة وتنزع الخوف وبغير ذلك لم يكن ممكناً لامرأة أن تحكم على مئات الملايين وتتولى أمورهم أكثر من خمسين سنة متوالية على اختلاف أجناسهم, وبلدانهم, وأغراضهم وحياتها عرضة للخطر من الخارجين عليهم من أهل البغي والمجانين.
وسنة 1830 م رقي عمها الملك وليم الرابع إلى سدة الملك, ولم يمن له أولاد أحياء من زوجته الشرعية فعنيت "فكتوريا" وارثة له قبل أن تبلغ أشدها, وجعل راتبها السنوي ستة عشر ألف جنيه ولكن لم تزل مكبة على الدرس والتجول في البلاد لتقرن معارفها التاريخية والجغرافيا بالمشاهدة وتطلع على أحوال البلاد من حيث الزراعة والصناعة, ولما بلغت سن الرشد عند الإنكليز وهو السنة الثامنة عشرة. وذلك سنة 1837 م جرى لها احتفال عظيم في البلاد, وفي تلك السنة توفي عمها الملك وكانت وفاته في العشرين من شهر حزيران (يونيو) فجاءها رؤساء المملكة وكانت نائمة فأيقظوها من نومها وأخبروها بوفاة عمها, وبأن الملك صار إليها فأبدت من الحزم والنباهة ما أدهشهم.
وفي اليوم التالي نودي بها ملكة بريطانيا العظمى وإرلند في قصر سنت جمس وللحال شرعت تحمل مهام مملكتها الواسعة وتهتم في شؤونها حتى خيف على صحتها من الاعتلال, وأشار عليها الأطباء أن تنقطع مدة عن الأشغال.