واستوطنوا السر مني فهو منزلهم ... ولم أفوه به يوما لغيرهم
بدا الصدود ببعدي عن جوارهم ... فعاد وصل بقربي من محلهم
أحبة ما لقلبي غيرهم أرب ... وحبهم لم يزل يربو من القدم
لزمت صدق ولاهم والتزمت به ... فسلت أسلوه إلا عن سلوهم
حلوا بقلبي وحلى جود منتهم ... جيدي وشكر الأيادي مسمعي وفمي
ما بهجة الشمس في الآفاق مشرقة ... يوما بأبهج من لألأء حسنهم
لا مكنتني المعالي من سيادتها ... إن لم أكن لهم من جملة الخدم
بفضلهم غمروني من فواضلهم ... بما عجزت به عن حق شكرهم
وألبسوني مذ آنست نارهم ... من طور حضرتهم نورا جلا ظلمي
وألبسوني ثياب الوصل معلمة ... بقربهم وأقروا في القرى علمي
وخولوني ملكا فيه فزت بهم ... فوز العفاة بوافي فيض فضلهم
لهم شمائل بالإحسان قد شملت ... وعلمت كرم الخلاق والشيم
ولي عوائد منهم بالجميل لها ... بمنهم اتصال غير منحسم
قالوا فقد راق عيش المستهام بهم ... فلا جفا بعد ما جادوا بوصلهم
حلوا بقلبي فيا قلبي تهن بهم ... وافرح ولا تلتفت عنهم لغيرهم
قد طال شوقي وقلبي منزل لهم ... إلى الطلول التي تسموا باسمهم