تكايا منها المولوية والنقشبندية والكاشنية وعلى ليلة المعراج وليلة القدر في قراءة القرآن بمسجد والدها في قلعة مصر.
وجعلت من ذلك الربع قدرا لمدرسي الفقه الحنفي في الجامع الأزهر ومدرسي الفقه الشافعي والمالكي والحنبلي وخصصت لكل تخصيصات.
ثم إنها خصصت ربعا من ذلك أيضا لكل من قرأ القرآن في سراياتها ولكل من خدمها أو لازمها إلى حين الوفاة من الرجال والنساء وجعلت لمن يبلغ زمن ملازمته لها أو قيامه بخدمتها عشر سنين فأكثر ضعف من كان زمنه أقل من ذلك وكذلك لعتقائها وعتقاء أمها وفقراء معتوقي والدها ومن خيراتها مساهمتها بالاشتراك مع زوجها في بناء مستشفى في مدينة "إسكدار" من دار الخلافة وسبيل في قصبة قرطال بقرب "إسكدار".
وأوقفت عليها الأوقاف الكافية، كما أوقفت على قبرها وقبر زوجها وعلى بعض التكايا والزوايا في الأستانة ويغرها.
وكانت المترجمة متوسعة في دائرتها مطموعا فيها لمالها وسخائها، ومحترمة جدا في جميع دوائر الدولة حتى إنها كانت معتبرة جدا في السراي السلطاني ولدى جلالة الخلفاء العظام عموما وجلالة سيدنا أمير المؤمنين خصوصا، وكان لها وقع سياسي في الأحوال المصرية في شأن العصبة العرابية.
قيل: إنها صرفت من أربعين إلى خمسين ألف جنيه لمساعدة أخيها البرنس حليم باشا، حتى إن الحكومة قبضت على وكيل دائرتها في مصر عثمان باشا لتداخله بأمرها مع عصبة الأشقياء لتستميلهم إلى أخيها.
وكان أخوها قد قل ماله وكانت تعينه كما تعين غيره من العائلة، ولما دنت وفاتها أوصت له بكثير من أموالها وعقاراتها.
قال أهل الاطلاع على حقيقة حالها: إنها أصيبت بشيء من اختلال الشعور قبل موتها بمدة. وفي تلك المدة اهتم البرنس حليم باشا بتحوير الوقفيات وحصر قسمها الأعظم فيه وفي أولاده، واستغل الفائدة من ذلك الوقت على أن توفي في سنة 1312.
وحينئذ قام بعض الناس وحرك أصحاب الحقوق بالمطالبة، ولا يزال النزاع فيها إلى الآن.
كانت أحسن نساء زمانها جمالا وأوفرهن عقلا وكمالا، تزوجت بإبراهيم الخليل -عليه السلام- وكان يحبها محبة عظيمة وكانت لم تعصه في شيء وبذلك أكرمها الله تعالى.
وكان قدم بها إبراهيم إلى مصر وبها فرعون من الفراعنة الأولى، وقد وصف له حسنها وجمالها، فأرسل إلى إبراهيم -عليه السلام- فجاءه فقال له: ما هذه المرأة منك؟ فقال: هي أختي وتخوف أن قال هي امرأتي أن يقتله. فقال له: زينها وأرسلها لي حتى أنظر إليها فرجع إبراهيم إلى سارة وقال لها: إن هذا الجبار قد سألني عنك فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني عنده فإنك أختي في كتاب الله -عز وجل- ثم أقبلت سارة على الجبار وقام إبراهيم عليه السلام يصلي.
فلما دخلت عليه ورآها أهوى غليها يتناولها بيده فيبست يده إلى صدره، فلما رأى ذلك عظم أمرها وقال لها: سلي ربك أن يطلق يدي فوالله لا آذيتك. فقالت سارة: اللهم إن كان صادقا فأطلق له يده، فأطلق الله تعالى يده.
وقيل: إنه فعل ذلك ثلاث مرات بقصد أن يتناولها فتيبس يده فلما رأى