فلا بارك الله في عرضه ... ولا في غضون إسته البالية

نكحت المديني إذ جاءني ... فيا لم من نكحة غاوية

كهول دمشق وشبانها ... أحب إلينا من الجالية

صنانهم كصنان التيو ... س أعيا على المسك والغالية

وقمل يدب دبيب الجرا ... د أعيا على الغال والغالية

فقال الحارث يجيبها:

أسنا ضوء نار ضمرة بالقف ... رة أبصرت أم سنا ضوء برق

قاطنات الحجون أشهى إلى قل ... بي من ساكنات دور دمشق

يتضوعن لو تضمخن بالمس ... ك صنانا كأنه ريح مرق

ولما استحكمت بينهما النفرة طلقها الحارث فخلف عليها روح بن زنباع وعليه كانت الطامة الكبرى. قال صاحب الأغاني: إن قولها: (أحب إلينا منالجالية) تعني الجالية أهل الحجاز، وكان أهل الشام يسمونهم بذلك لأنهم كانوا يجلون عن بلادهم إلى الشام ولما بلغ عبد الملك قولها قال: لولا أنها قدمت الكهول على الشبان لعاقبتها. قال عمر بن شبة: لما تزوجها روح بن زنباع نظر غليها يوما تنظر على قومه بني جذام وقد اجتمعوا عند فلامها فقالت: وهل أرى إلا جذام فوالله ما أحب الحلال منهم فكيف بالحرام وقالت تهجوه:

بكى الخز من روح وأنكر جلده ... وعجت عجيجا من جذام المطارف

وقال العبا قد كنت حينا لباسكم ... وأكسيه كرديه وقطائف

فقال روح:

إن يبك منا يبك ممن يهنينا ... وإن يهوكم يهوى اللئام المقارقا

واجتمعت يوما بمجلس فصارت تهزأ به وتضحك عليه ووقعت بينهما مناظرة كان البادئ فيها هو بقوله:

أثنى علي بما علمت فإنني ... مثن عليك لبئس حش المنطق

فقالت:

أثني عليك بأن باعك ضيق ... وبأن أصلك من جذام ملصق

فقال:

أثني علي بما علمت فإنني مثن عليك بمثل ريح الجورب

فقالت:

فثناؤنا شر الثناء عليكم ... اسوأ وأنتن من سلاح الثعلب

فسكت روح عند ذلك فقالت هي:

وهل أنا إلى مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغل

فإن أنتجت مهرا كريما فبالحرا ... وإن يك إقرافا فما أنجب الفجل

فقال روح:

فما بال مهر رائع عرضت له ... أتان فبالت عند جحفلة البغل

إذا هو ولى جانبا ربخت له ... كما رخت قمراء في دمث السهل

وقالت فيه أيضا

سميت روحا وأنت الغم قد علموا ... لا روح الله عن روح بن زنباع

لا روح الله عمن ليس يمنعنا ... مال رغيب وبعل غير ممناع

فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015