وَمن المَوالِي مَولَيانِ ... فمِنهُمَا مُعطي الجَزِيلِ وبَاذِلُ النَّصرِ

ومنَ المَوالِي ضَبّ جذلةٍ ... لحزِ المرُؤَةِ ظَاهِرِ الغمرِ

يَجنِي عَلَيك بمَا استَطَاع ... ولا يعُطِيكَ عندَ غنًى ولَا فَقرِ

وَإذا حَباكَ اللَّهُ أَرغَمهُ ... دعَا لِتُصبح غيرَ ذِي وَفرِ

وقَالَ رَجلٌ من بَني تَمِيمٍ (?):

وَمَولًى كَمولَى الزّبرُقانِ دَمَلتهُ ... كَمَا دُملت سَاقٌ بها من كَسرُ

تَرَى الشرَّ قَد أَفنَى دوابرَ وَجهِهِ ... كَضبِّ الكُدَى فنى بَراثِنَهُ الحَفرُ

تَراهُ كأنّ اللَّهَ يَجدَعُ أنفهُ ... وأذنَيهِ أن مولَاهُ ثابَ لَهُ وَفر

قَالَ الصُوليُّ: دخَلتُ عَلَى أميرِ المؤمنين المتّقي بَعَدَمَا قَتَلَ بَنُو حَمدانَ محمَّد بنَ راتق فسألني عن نهشِل بنَ حَرس فأنشدتُه (?):

ومَولًى عَصَانِي وَاستبَدّ برأيهِ ... كَمَا لم يُطَع باليقين قَصِيرُ

فلَّما رأى ما غِبُّ أَمرِى وَأمرِه ... وناءَت بأعجازِ الأمُورِ صدُورُ

تَمنى نَييشًا أَن يَكُونَ أَطَاعَنِي ... وَقَد حَدَثت بَعدَ الأمُور أمورُ

قَولُه: نييشًا أَي بَعدَمَا فَاتَ الأمرُ

يقَال فِعلَ ذلك نييشًا قالَ اللَّهُ تَعالى {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} [سورة سبأ: 52].

وقالَ الشاعُرِ (?):

وَإنَّكَ يا قَطِينُ وَلَستَ منهمُ ... لأَلأَمُ مَالكٍ عَقبًا وَريشا

تناءَت منكُم عُدُسُ بنُ زيدٍ ... فَلم تعرفكمُ إِلَّا نئيشَا

أي: بعدهُ أنْ فات الأمر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015