يَا قاصِد اليَد حَلَّتْ أياديها ... ونالَ منْها الردَّى قسرًا أعاديها
يد النَّدى هي فارفق لَا تُرِقْ دَمَها ... فإنَّ أرزاق طلّابُ الندى فيها
ومن باب (يَا) قولُ جُعَيْفِرانِ المُسوسِ وقَد قيلَ لَهُ اقصُد فُلانًا، فقالَ: ليس كَمَا نظنّهُ، فأتاهُ فلَم يَر منْهُ طايلًا فقالَ (?):
يَا فَتًى أخلَفَ فيْهِ الْظَّـ ... ـــنُّ منْ كلّ الفُنُونِ
لم يكنْ ظنيّ بِكَ الخَـ ... ـــيْرَ ولكنْ خَدَعونِي
ومن باب (يَا) قولَ أبي الفَضِلُ بنَ مَنْصُورٍ الكَاتبِ (?):
يَا مَاله الشِّعرَ قدْ نَصَحْت لَكُمْ ... وَلَسْتُ أُدهَى إِلَّا منَ النُّصحِ
قد يَذهبِ الدَّهرُ بالكِرَامِ وفي ... ذَلِكَ أمور طَويلةُ الشّرْحِ
وإنّمَا يُحرَمُونَ كدَّكُم ... لأنَّكُم تَكذِبُون فِي المَدْحِ
وأنتمْ تَمْدَحُونَ بالْحُسْنِ ... والظرْفِ وجوهًا فِي غايَة القُبْحِ
وتطلبونَ السّماحِ من رجلٍ ... قد طُبعَت نَفسُه على الشُّحِ
فإن شَكَكْتُم فيما أقولُ ... لكُم فَكَذِّبُوني بواحدٍ سَمْحِ
تَرَى الإلَه الَّذي مَواهِبُهُ ... تَعركُ أُذنَ الزَّمَانِ بالمِلْحِ
ومن باب (يَا) قول أبي عليّ المَهرانيّ الروزنيّ الكاتبِ (?):
يَا قَليلَ الخيرِ مَوْفور الصّلَة ... والَّذي فِي النيّة قد جَازَ الْسَّرَفْ
كنْ بَخيلًا وتواضعْ وَاحْتَمل ... أو سَخِيًّا يُحتَملُ منْكَ الصَلَفْ
وقالَ النَّابِغِة فِي المعنى (?):
بالأرضِ أنَّا منهُمُ وآآنفهُم ... عندَ الكواكب ثعبانًا لَهُ عَجَبا