قادِحٍ فأتي سليطُ قادِحًا وقَالَ إنّي قَد عَلِقتُ جَاريةً لأبي مَطعونٍ وَقَد واعَدتني فإذا دَخَلت عَليهِ فأقعد مَعهُ في المَجلِسِ فإذا أرادَ القِيامِ فاسبقهُ فإذا انتهيتَ إلى مَوضِعِ غَدي فاصفر حتَّى أعلمَ بمجيئكما فآخذ حَذري ولكَ كلُّ يومٍ دِينارٌ فَخَدعهُ بِهذا وَكان أَبُو مَطعونٍ آخر النَّاسِ قِيامًا مِن النَّدي ففعَلَ قَادِحٌ ذلكَ وَكانَ سَليطٌ يَختلِفُ إلى أمرأتِهِ فجرى يومًا ذِكرُ النساءِ فَذَكرَ أَبُو مَطعونٍ جَواريهِ وعَفَافهنَّ فقالَ قادحٌ مُعرّضًا بأبي مطعُونٍ ربَّما غُرَّ الواثِق وخُدِعَ الرَامقُ وكَذَبَ النَّاطِقُ وملَّت العَاتِقُ ثم قالَ:

لا تنطُقنَّ بأمرٍ لا تيقَّنهُ يا عمروُ. البيتُ

فَعَلِم أَبُو مطعونٍ عمرو أنه يعنيهُ فلَّما تفرَّق النَّاسُ مِن عندِهِ وثبَ عَلَى قادِحٍ فَخَنقهُ وقَال اصدُقني فحدثَهُ بالحَديثِ فَعَرفَ عَمروٌ أن سليطًا قد خدعَهُ فأخذَ بيد قادحٍ ثم مرَّ عَلَى جواريِهِ كُلهنَّ فإذا هُنَّ مُقبِلاتٌ عَلَى ما وكِلن به لم تَقعدِ مِنهنَّ واحِدةٌ ثم انطلَقَ آخذًا بيد قادِحٍ إلى مَنزلهِ فَوجدَ سَليطًا قد افَترشَ امرأتهُ فقَالَ أَبُو مطعونٍ إِنَّ المَعافى غيرُ مخدوع تَهكمًا بقادِحٍ فأخذَ قادحٌ السَّيفَ وشدَّ على سليطٍ فَهَربَ فلَم يُدركهُ فمالَ إلى امرأتِهِ فَقتلَها.

16926 - لَا تُنَطقنَّ بَحادثٍ فَلَربَّما نَطَقَ ... اللّسَانُ بَحادثٍ فَيكونُ

الرَّضي الموَسِوُّي:

16927 - لَا تَنطُرَا غَيرَ وعدِ السَّيفِ آونة ... مَنْ لَم يُرس بذُبَابِ السَّيفِ لم يَرسِ

16928 - لَا تَنظُرنَّ إلى الثيابِ فإنَّني ... خَلِق الثّيابِ مِنَ المُرُوءَة كَاسِي

16929 - لَا تَنظُرنَّ إلى الجَهَالةِ والحجَى ... وانظُر إلى الإقبالِ والإدبارِ

أبو هفَّانَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015