ومن باب (لَا تَسْأَلِي) قَوْلُ أَبِي مِحْجنٍ الثَّقَفِيِّ (?):

لَا تَسْأَلِي القَوْمَ عَنْ مَالِي وَكثْرَتِهِ ... وَسَائِلِي القوَمَ عَنْ جُوْدِي وَعَنْ خلُقِي

أُعْطِي الحُسَامَ يَوْمَ الرَّوْعِ حصَّتَهُ ... وَعَامِلُ الرّمْحِ أَرْوِيْهِ مِنَ العَلَقِ

وَيَعْلَمُ النَّاسُ أَنِّي مِنْ سَرَاتِهمُ ... إِذَا سَمَا بصرُ الرِّعْدِيْدَةَ الفَرِقِ

وَأَطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ عَنْ عرضٍ ... وَأَكْتُمُ السّرَّ فِيْهِ ضَرْبَةُ العُنُقِ

عَفُّ الأَسِنَّةِ عَمَّا لَسْتُ نَائِلهُ وَإِنْ ... ظلمت شَدِيْدَ الحِقْدِ وَالحَنَقِ

قَدْ يَكْثُرُ المَالُ بوما بَعْدهُ قِلَّتِهِ ... وَيَكْتَسِي العُوْدُ بَعْدَهُ اليَبْسِ بِالوَرَقِ

وَيُعْسِرُ المَرْءُ يَوْمًا وَهُوَ ذو كَرَمٍ ... وَقَدْ يَثُوْبُ سَوَامُ العَاجِزِ الحَمِقِ

قَالَ مُعَاوِيَةُ لأيُّوْبَ بنِ أَبِي مِحْجنٍ: ألَيْسَ أَبُوْكَ الَّذِي يَقُوْلُ (?):

إِذَا متُّ فَادْفُنِّي إِلَى أَصْلِ كَرْمَةٍ ... تُرَوِّي عِظَامِي بَعْدَهُ مَوْتِ عُرُوْقِهَا

وَلَا تَدْفُنِّي بِالفَلَاةِ فَإِنَّنِي ... أَخَافُ إِذَا مَا مُتُّ أَنْ لَا أَذُوْقهَا

فَقَالَ أَيُّوْبُ: كَيْفَ حَفَظَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ سَقَطَاتِ شِعْرِ أَبِي بَلْ أَبِي الَّذِي يَقُوْلُ:

لَا تَسْأَلِي النَّاسَ عَنْ مَالِي وَكَثْرَتِهِ. الأَبْيَاتُ. قَالَ: فَأَعْجَبَهُ وَأَجْزَلَ جَائِزَتَهُ فَلَمَّا ولَّى قَالَ مُعَاوِيَةَ: إِذَا وَلَدَ النِّسَاءُ فَلْيَلدِنَ مِثْلَ هَذَا الفَتَى.

شمعلةُ:

16757 - لا تَسْأَمَا لِيَ مِنْ دَسِيْسِ عَدَاوَةٍ ... أَبدًا فلَيْسَ بُمْسئِمْى أَنْ تَسْأَمَا

16758 - لَا تَسْتَثرْ أبدًا مَا لَا تَقُوم لَهُ ... وَلَا تُهيجنَّ في العرِّيسَة الأَسَدَا

بَعْدَهُ:

إِنَّ الزَّنَابِيْرَ إِنْ حَرَّكْتَهَا سَفهًا ... مِنْ كُوْرِهَا أَوْجَعَتْ مِنْ لَسْعِهَا الجَسَدَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015