فَعُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ اصطَرَفَهُ مِنْ حَسَّان بن بَشَّارٍ، وكُثير اصطَرفهُ من عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ وَالاصْطِرَاف هُوَ أَنْ يَسْتَضيْفَ الشَّاعِر إِلَى نَفْسِهِ فِي شِعْرِهِ بَيْتًا أَوْ بَيْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مِن شِعْرِ غَيْرِهِ وَيَدَّعِيها لِنَفْسِهِ وَفرقَ بَيْنَ الاصْطِرَافِ وَالاشْتِفَاف وَالاهْتِدَامِ وَالسّلْخِ لَيْسَ من هَاهُنا مَوْضِعُ ذِكْره.
المُتَنبِّيُ:
16011 - وَهَذا دُعاءُ لَو سَكَتُّ كُفِيتهُ ... لأَنِي سَألتُ اللَّه فِيكَ وَقَد فَعَل
ابْنُ شمسِ الخلافةِ:
16012 - وَهَذِهِ قِصَّةُ مُسترقدٍ ... مِنكَ فَوَقِّع فَوقَها يُطلَقِ
16013 - وَهذِهِ لَيلةٌ جَادَ الزَّمَانُ بِهَا ... قَد عَادَلت كُلَّمَا أَفنيتُ مِن عُمرِي
بَعْدَهُ:
بَاتَ الحَبِيْبُ نَدِيْمِي فِي دُجَنَّتِهَا ... إِلَى الصَّبَاحِ بلا وَاشٍ وَلَا كَدَرِ
حَدِيْثُهُ الدُّرُّ يُغْنِي عَنْ كَوَاكِبِهَا ... وَوَجْهُهُ البَدرُ يُغْنِيْنَا عَنِ القَمَرِ
وَدَدْتُ لَوْ أَنَّها طَالَتْ وَكُنْتُ إِذَا ... أَمدُّهَا بِسَوَادِ القَلْبِ وَالبَصَرِ
وَلَم يَكُنْ عَيْبُهَا إِلَّا تَقَاصُرُهَا ... وَأَيُّ عَيْبٍ لَها أَشْنَا مِنَ القِصَرِ
اسْتَشْهدَ الوَزِيْرُ نَصِيْرُ الدِّيْنِ أَحْمَد بنِ النّاقِد بهذِهِ الأَبْيَاتِ لَمَّا زَارَهُ الإِمَامُ أَبُو جَعْفَر المَنْصُوْرُ المُسْتَنْصِرِ بِاللَّهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ رَحمَةُ اللَّه عليهما
وَقَالَ جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ (?):
هذِهِ لَيْلَةٌ عَفَا الدَّهْرُ عَنْهَا ... فَأحْيهَا بِالسُّرُوْرِ أَوْ فَاجْنِ مِنْهَا
وَاغْتَنِمْ طِيْبَهَا فَمَا كُلُّ وَقْتٍ ... يُؤْمَرُ البَدْرُ فِي السَّمَاءِ وَينْهَى
يزيدُ بنُ خفافٍ: