يَتَصَرَّمَ هَذَا الأَمْرُ فَضَحِكَ عَبْدُ المَلِكِ وَقَالَ، أَنِّي لأُنَازعُ ابنَ الزُّبَيْرَ أَمْرًا إِنْ أَنَا نْلتَهُ فَأَنَا أَهْلُهُ وَإِنْ متُّ دُوْنهُ فَمِثْلِي مَاتَ دوْنهُ ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلًا:
وَأَيُّ يَوْم بَلَاءٍ خَانَنِي حَسَبِي. البَيْتُ
الرَّأْيُ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى دِمَشْقَ فَهْيَ دَارُ المُلْكِ وَأَرْجُو أَنْ أَفْتَتِحهَا فَإِذَا سَمِعِ بِذَاكَ أهْلُ حِمْصَ طَلَبُوا الأَمَانَ فَأُعْطِيْهِمْ ذَلِكَ وَأَبْعَثُ عُمْروُ بن سَعِيْدٍ إِلَى نَائِلٍ الجذامِيِّ فَأَرْجُو أَنْ يَقْتُلَهُ وَأُهْدِي إِلَى مَلِكِ الرُّوْم هَدَايَا وَأسْأَلَهُ الانْصِرَافَ إِلَى بَلَدِهِ وَأَرْجُو أَنْ يَقْبَلَ وَيَنْصرِفُ وَأَمَّا الحجَازُ فَوَاللَّهِ مَا أبَالِي أَكَانَتْ لِي أم عَلَيَّ. قَالَ فَوَاللَّهِ كَأَنَّهُ قَرَأ ذَلِكَ مِنْ كِتَابٍ فَرَجَعَ إِلَى دِمَشْقَ فَافْتَتحَهَا وَبَعَثَ عمرًا إِلَى نَائِلٍ فَقَتَلَهُ وَبَعَثَ إِلَى مِلِكِ الرُّوْمِ يَقُوْلُ لَهُ يَا بنَ اللَّخْنَاءِ وَاللَّهِ لَئُنْ أَنْتَ لَمْ تَرْجِعْ لأَكُفَنَّ عَنْ كُلِّ حَرْبٍ لِي مَعَ المُسْلِمِيْنَ وَأَقْصُدُ قَصْدُكَ وَأَهْدَى لَهُ هَدَايَا فَظْهَرَ مَلِكُ الرُّوْمِ هَدَايَاهُ لَهُ وَكَتَمَ مَا كُتِبَ إِلَيْهِ وَانْصَرَفَ، وكان من مصعب ما كَانَ.
15273 - وَبَادِرُ بِفِعْل الخَيْر مَا كُلّ سَاعةٍ ... تَكُونُ عَلَى أن تفعَل الخيْر قَادَرُ
15274 - وَبِالضَّئِيْلَةِ ألين في مَجَسَّتِهَا ... وسَمُّهَا نَاقِعٌ يُردي إِذَا لَسعَتْ
ابْنُ المَولى:
15275 - وَبِالنَّاسِ عَاشَ النَّاسُ قدمًا ... وَلم يَزلْ مِنَ النَّاسِ مَرْغُوب إليْهِ وَرَاغِبُ
بعده:
وَمَا يَسْتَوِي الصَّابِي وَمَنْ ... تَرَكَ الصِّبَى لِلْعَيْشِ لَوْلَا العَوَاقِبُ
ومن باب (وَبَادِرْ) قَوْلُ ابنِ المُعْتَزِّ فِي التَّعْزِيَةِ (?):
وَبَادِرِ الأَجْرَ نَحْوَ الصَّبْرِ مُحْتَسِبًا ... إِنَّ الجزُوع صَبُوْرٌ بَعْدَهُ أَيَّامِ