ابْنُ جيَّا:

14919 - وَاضَيعَةَ العُمرِ لَا المَاضِي انتفَعتُ بِهِ ... وَلَا حَصَلتُ عَلَى علم مِن البَاقي

أَبْيَاتُ شَرَفِ الكُتَّابِ بنُ جِيَّا البَغْدَادِيِّ وَتُرْوَى لِلْقَاضي ثقَةِ المُلْكِ بنِ جرَادَةَ:

يَا صَاحِبَيَّ أَطِيْلَا في مُؤَاَنسَتِي ... وَنَاشِدَانِي بِخُلَّانٍ وَعُشَّاقِ

وَحَدِّثَانِي حَدِيْثَ الخَيْفِ إِنَّ بِهِ ... رَوْحٌ لِقَلْبِي وَتَسْهِيْل لأَخْلَاقِي

مَا ضَرَّ رِيْحُ الصِّبَا لَوْ نَفَسَتْ حُرَقِي ... وَاتَّقَدَتْ مُهْجَتِي مِنْ جَرِّ أَشْوَاقِي

هَذَا العَنَاءُ الَّذِي لَوْ قَد شَعِرْتُ بِهِ ... أَشْفَقْتُ مِنْهُ وَمَاذَا قَدْرُ إِشْفَاقِي

دَاءٌ تَقَادَمَ عِنْدِي مَنْ يُعَالِجُهُ ... وَنُفْثَةٌ بَلَغَتْ مِنِّي مَنِ الرَّاقِي

مَضَى الزَّمَانُ وَمَالِي مُصرَّمَةٌ ... مِمَّنْ أُحِبُّ عَلَى مَطْلٍ وَإمْلَاقِ

وَاضَيْعَةَ العُمْرِ لَا المَاضي انتفَعْتُ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:

إِنْ كَانَ بَاقِيهِ كَالمَاضي فَواأسَفَا ... وَأخَجْلتَا يَوْمَ لَفِّ السَّاقِ بِالسَّاق

وَكَأَنَّ هَذَا البَيْتُ الآخر إلْحَاقٌ. وَعَلَى رَوِيّ هَذِهِ الأَبْيَاتِ لَمْ يُبْقِ فِيَّ هَوَى لَيْلَى. الأَبْيَاتُ وَهِيَ مَكْتُوْبَةٌ بِبَابِهَا. وَكُلّهُمْ تَبعٌ لِتَأَبَّطَ شَرًّا في قَوْلِهِ (?):

لتَقْرَعَنَّ عَلَيَّ السِّنَّ مِنْ نَدَمٍ ... إِذَا تَذَكَّرْتَ يَوْمًا بعضَ أَخْلَاقِي

ومن باب (وَأَطْرَقَ) قَوْلُ عَمْرو بنِ شَاسٍ (?):

وَأَطْرَقَ إِطْرَاقَ الشُّجَاعِ وَلَوْ يَرَى ... مَسَاغًا لِنَابِيَهِ الشُّجَاعِ لَقَدْ أَزَمْ

يَقُوْلُ ذَلِكَ في وَلَدِهِ عِرَارٍ وَبَاقِي الأَبْيَاتِ مَكْتُوْبَةٌ بِمَا فِيْهَا مِنَ الحِكَايَةِ بِبَابِ: أَرَادَتْ عِرَارًا بِالهَوَانِ.

المَتَنَبي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015