وَمَا يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَجِيْئُوا بِهِ، فَلَا يُمْكِنُهُمْ، فَيَأتُوْنَ بِشَيْءٍ مِنْ سَبَبِهِ يَدُلُّ عَلَيْهِ، كَقَوْلِ رُؤْبَةَ (?): [من الرجز]
كَالنَّحْلِ فِي مَاءِ الرُّضَابِ العَذبِ
أَيْ كَالعَسَلِ.
وَقَالَ لَبِيْدٌ (?): [من الكامل]
بِجُلَالَةٍ تُوْفِي الجدِيْلَ سَرِيْحَةٍ ... مِثْل الفَتِيْقِ هَنَّأتَهُ بِعَصِيْمِ
وَالعَصِيْمُ: أَثَرُ الهِنَاءِ، وَأَثَرُ الخِضَاب. فَأَرَادَ: هَنِّأتَهُ بِهِنَاءِ. فَقَالَ بعَصِيْمٍ؛ لأَنَّهُ مِنْ سَبَبِ الهِنَاءِ.
وَقَالَ الجَعْدِيُّ (?): [من المنسرح]
كَأَنَّ فَاهَا إذَا تُوُسِّنَ فِي ... طِيْبِ مَشَمٍّ وَحُسْنِ مُبْتَسَمِ
رُكِّبَ فِي السَّامِ وَالزَّبِيْبِ ... أَقَاحِيَّ كَثِيْبٍ تَنْدَى مِنَ الرِّهْمِ
أَرَادَ أَنْ يَقُوْلَ: رُكِّبَ فِي السَّامِ وَالخَمْرِ، فلم يُمْكِنُهُ، فَسَمَّى الخَمْرُ بِالزَّبِيْبِ؛ إِذْ كَانَ مِنْ سَبَبِهِ (?).