وَأبْيَضَ فِي حُمْرِ الثِّيَابِ كَأَنَّهُ ... إِذَا مَا بَدَا نَسْرِينه فِي شَقَائِقِ
سَقَانِي بِكَفَّيْهِ رَحِيْقًا وَسَامَنِي ... فُسُوْقًا بِعَيْنَيْهِ وَلَسْتُ بِفَاسِقِ
وَلَوْ كُنْتُ سَهْلًا لِلْهَوَى لاتَّبَعْتُهُ ... وَلَكِنَّ شَيْبِي بِالصِّبَى غَيْرُ لَائِقِ
وَقَالَ المُهَلَّبِيُّ الوَزِيْرُ فِي غُلَامٍ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَحْمَرُ (?):
تَبَدَّى فِي قَمِيْصٍ اللَّاذِ يَمْشِي ... عَدُوٌ لِي يُلَقَّبُ بِالحَبِيْبِ
فَقُلْتُ لَهُ: بِمَا اسْتَحْسَنْتَ هَذَا ... لَقَدْ أَقْبَلْتَ فِي زِيٍّ عَجِيْبِ
فَقَالَ: الشَّمْسُ أَبْدَتْ لِي قَمِيْصًا ... بَدِيْعَ اللَّوْنِ مِنْ شقِّ الغُرُوْبِ
فَثَوْبِي وَالمدَامُ وَلَوْنُ خَدِّي ... قَرِيْب مِنْ قَرِيْبٍ مِنْ قَرِيْبِ
وَإِنَّمَا أَبْدَعَ فِي هَذَا المَعْنَى دِيْكُ الجِّنِّ فَقَالَ (?):
أَيَا قَمَرًا تَبَسَّمَ عَنْ أَقَاحِي ... وَيَا غُصْنًا يَمِيسُ مَعَ الرِّيَاحِ
حَبِيْبُكَ وَالمُقَلَّدُ وَالثَّنَايَا ... صَبَاحٌ فِي صَبَاحٍ فِي صَبَاحِ
وَقَالَ أَيْضًا (?):
وَمُزْرٍ بِالقَضِيْبِ إِذَا تَثَنَّى ... وَتَيَّاهٌ عَلَى البَدْرِ التَّمَامِ
سَقَانِي ثُمَّ قَبَّلَنِي وَأَوْمَى ... بِطَرْفٍ سُقْمُهُ يَشْفِي سِقَامِي
فَبِتُّ بِهِ خَلا النَّدمَانِ أُسْقَى ... مُدَامًا فِي مُدَامٍ فِي مُدَامِ
وَقَالَ الصُّوْرِيُ (?):
وَيَوْمٍ نُكَلِّلُهُ بِالشُّمُوْسِ صَفَاءُ ... الهَوَى فِي صَفَاءِ الهَوَاءِ
بِشَمْس الدِّنَانِ وَشَمْسِ الجِنَانِ ... وَشَمْسِ الفِيَانِ وَشَمْسِ السماءِ