فيْهِ الاسْمُ عَنْ جِهَتِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُم: [من الطويل]
إِنْ ينْسِنَا الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ تَعْلَمُوا ... بَنِي قَارِبٍ أنَّا غِضَابٌ بِمَعْبَدِ
أَرَادَ بِعَبْدِ اللَّهِ. وَهُوَ أخُو دُرَيْدٍ. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي هَذِهِ القَصِيْدَةِ: [من الطويل]
تَنَادَوَا فَقَالُوا أَرْدَتِ الخَيْلُ فَارِسًا ... فَقُلْتُ أَعَبْدُ اللَّهِ ذَلِكُمُ الرَّدِي؟
وَقَالَ المُفَضلُ اليَشْكُرِيُّ (?): [من الوافر]
وَسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ بنِ شَيْرٍ ... وَقَدْ عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ العَلُوْقُ
يُرِيْدُ بِقَوْلِهِ: ابنِ شَيْرٍ ابنَ سَيَّارٍ.
وَمَا غَلِطُوا فِيْهِ، كَقَوْلِ بَعْضِهِم: [من الرجز]
مِثْلَ النَّصَارَى قَتَلُوا المَسِيْحَا
فَتَوهَّمَ أَنَّ النَصَارَى قَتَلُوْهُ.
وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ، وَتَوَهَّمَ أَنَّ الفُسْتُقَ مِنَ البُقُوْلِ (?):
بَرِّيَّة لَمْ تَأْكُلِ المُرَقَّقَا ... وَلَمْ تَذُقْ مِنَ البُقُولِ الفُسْتُقَا
وَالكِنَايَةُ بِالشَّيْءِ عَنْ غَيْرِهِ؛ وَهُوَ أَنْ يَرِيْدَ الشَّيْءَ، فَيُكِني بِهِ عَنْ غَيْرِهِ عَلَى سَبِيْلِ الاتِّسَاعِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذَا ذَكَرَتِ العَرَبُ الثَّوْبَ، فَإنَّمَا يُرِيْدُوْنَ بِهِ البَدَنَ. قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ (?): [من الطويل]
رَمَوْهَا بِأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلَا تَرَى ... لَهَا شَبْهًا إِلَّا النَّعَامَ المُنَفِّرَا
تَقُوْلُ: رَمُوْهَا بِأَجْسَامٍ خِفَافٍ، أَيْ صَارُوا عَلَيْهَا خِفَافًا.