14100 - مَن لَم يَخف سَطوةَ اللَيالي ... أَثَّرَ فِي وَجهِهِ العِثَارُ
قَالَ أَبُو عَلِيِّ الحَاتِمِيِّ: اجْتَمَعَ أَبُو لوَّاسٍ وَخَيَارُ بن نَجَاحٍ عِنْدَ مُحَمَّدِ بن زُهَيْرٍ لمُسَيَّبِ وَهُوَ عَلَى الشُّرْطَةِ فَأَنْشَدَهُ خَيَار قَصِيْدَتَهُ الَّتِي أَوَّلُهَا (?):
جَانَبَكَ النَّوْمُ وَالقَرَارُ ... إِنْ صَنَعَتْ بَذلَهَا نَوَّارُ
رَأَتْ مَشِيْبًا وَفِي الغَوَانِي ... عَمَّنْ بَدَا شَيْبُهُ ازْوِرَارُ
تَقُوْل لِي عِنْدَ مَسْحِ رَأْسِي ... أَخْنَى عَلَى رَأْسِكَ الغُبَارُ
حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَنَتْ بِأَنِّي ... قَدْ شَابَ صدْغَايَ وَالعِذَارُ
لَوَتْ بِخَدٍّ إِلَى اللَّاتِي ... زَعِمْنَ أَنَّ المَشِيْبَ عَارُ
مَنْ لَمْ يَخَفْ سَطْوَةَ اللَّيَالِي. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
مَنْ لَمْ يُؤَدِّبُهُ وَالِدَاهُ ... أَدَّبَهُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ
مَنْ ذَا يَدُ الدَّهْرِ تُصِبْهُ ... وَاطْمَأَنَّتْ بِهِ الدِّيَارُ
كُلّ مِنَ الحَادِثَاتِ مُغْضٍ ... وَعِنْدَهُ لِلزَّمَانِ ثَارُ
إِذَا أَرَادَ الزَّمانُ أَمْرًا ... فَلَا قِيَاسٌ وَلَا عِيَارُ
يَقُوْلُ مِنْهَا (?):
قَدِ اسْتَوَى اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ... وَطَابَتِ الخَمْرُ وَالخُمَّارُ
وَاكْتَسَتِ الأَرْضُ وَاشْرَأَبَّت ... وَلَمْ يشب لَوْنُ الاصْفِرَارُ
فَانْعمْ بِهَا قَبْلَ رَائِعَاتٍ ... لَا خَمْرَ فِيْهَا وَلَا خُمَّارُ
وَوَقِّرِ الكَأسَ عَنْ سَفِيْهٍ ... فَإِنَّ آمِنهَا الوَقَارُ
بِنْتُ مَدَى الدَّهْرِ وَأَسَفَّت ... كَبيرَةٌ شَانهَا كُبَارُ
تَخَيَّرْتُ وَالنُّجُوْمُ وَقْفٌ ... لَمْ يَتَمَكَّنْ بِهَا المَدَارُ