إِنَّ العَلَى فِي شِفَارِ البيْضِ كَامِنَةٌ ... أَو فِي الأَسِنَّةِ مِنْ عَسَّالَةٍ ذُبُلِ
فَخُضْ غِمَارَ الرَّدَى تَسْلَمْ وَثِبْ عَجَلًا ... لِفُرْصَةٍ عَرَضَتْ فَالحَزْمُ فِي العَجَلِ
مَا لِلجبَانِ ألَانَ اللَّهُ جَانِبَهُ ... ظَنَّ الشَّجَاعَةَ مرْقَاةً إِلَى الأَجَلِ
وَكَمْ حَيَاةٍ جَنَتْهَا النَّفْسُ مِنْ تَلَفٍ ... وَربَّ أَمْنٍ حَوَا القَلْبُ مِنْ وَجَلِ
وَمُرْهَفٍ أَنْحَلَ الهَيْجَاءُ مَضْرَبَهُ ... لَا يَأْلَفُ الدَّهْرَ إِلَّا هَامَةَ البَطَلِ
وَذَابِلٍ يَنْثَنِي نَشْوَانَ مِنْ عَلَقٍ ... كَالأَيْمِ رَفَّعَ عَطفَيْهِ مِنَ البَلَلِ
بِكَفٍّ أَرْوَعَ يُرَخِّي مِنْ ذَوَائِبِهِ ... جنَّ المِزَاج فيَمشِي مَشْيَة الثَّمِلِ
يَهِيْمُ بِالطَّعَنَاتِ النّجْلِ فِي ثَغرٍ ... تُطْوَى عَلَى الغَلِّ لَا بِالأَعْيُنِ النُّجُلِ
فَلَيْتَ شِعْرِي أَحَقٌّ مَا نَطَقْتُ بِهِ ... أَمْ مُنْيَةُ النَّفْسِ وَالإِنْسَانُ ذُو أَمَلِ
يَبْدُو لِيَ البَرْقُ أَحْيَانًا وَبِي ظَمَأٌ ... فَلَا أُبَالِي بِصوْبِ العَارِضِ الهَطِلِ
وَفِي ابتِسَامَةِ سُعْدَى عَنْه لِي عَوَضٌ ... فلم أَشِمْ بَارِقًا إِلَّا مِنَ الكَلَلِ
هَيْفَاءُ تَشْكُو إِلَى دَمْعِي إِذَا ابْتَسَمَتْ ... عُقُوْدُهَا الثَّغْرُ شَكْوَى الخَصْرِ لِلكَفَلِ
يَقُوْلُ مِنْهَا فِي المَدْحِ:
أَغَرُّ يَنْشُرُ جَدْوَاهُ أَنَامِلُهُ ... وقَدْ طَوَى النَّاسُ أَيْدِيْهِمْ عَلَى البَخَلِ
مَقَبِّل تُرْبُ نَادِيْهِ بِكُلِّ فَمٍ ... لَا يَلْفِظُ القَوْلَ إِلَّا ذِي خَطَلِ
كَأَنَّهُ وَالمُلُوْكُ الصِّيْدُ تَلْثُمَهُ ... خَدٌّ تَقَاسَمَهُ الأَفْوَاهُ بِالقُبَلِ
سَاسَ الوَرَى وَهَجيْرُ الظُّلْمِ يَلْفَحُهُمْ ... فَأَعْقَبَ العَدْلُ فِيْهِمْ رِقَّةَ الأُصُلِ
وَمَهَّدَ الأَرْضَ حَتَّى هَزَّ مِنْ طَرَبٍ ... إِلَيْهِ عَطْفَيْهِ مَا وَلَّى مِنَ الدُّوَلِ
نَمَّاكَ مِنْ غَالِبٍ بِيْضٌ غَطَارِفَةٌ ... بَثُّوا النَّدَى فَإِلَيْهِمْ مُنْتَهَى السُّبُلِ
مِنْ كُلِّ أَبْلَجَ مَيْمُوْنٍ نَقِيْبَتُهُ ... يَغْشَى حِيَاضَ المَنَايَا غَيْرَ مُحْتَفِلِ
فُقْتَ الثَّنَاءَ فَلَمْ أَبْلُغْ مَدَاكَ بِهِ ... حَتَّى تَيَقَّنْتُ أَنَّ العَجْزَ مِنْ قِبَلِي
فَالدَّهْرُ مُنتظِر أَمْرًا تُشِيْرُ بِهِ ... فَمُرْ بِمَا يَقْتَضِيْهِ الرَّأْيُ يَمْتَثِلُ
ومن باب (رَامَ) قَوْلُ الأَعْرَابِيِّ:
لَا تَغْرقِي فِي مَلَامِي إِنَّ فِي أُذُنِي ... وَقْرًا فَلَوْمكِ لِي أَعْظَم الجلَلِ