بَعْدَهُ:
عَزَّ الحَدِيْدُ بِأَرْضكُمْ أَمْ ... لَيْس يَضبِطُكَ الحَدِيْدُ
لقيطُ بنُ يَعْمُرَ:
13430 - مَالِي أَراكُم نِيَامًا في بُلَهنيَةٍ ... قد تَرونَ شِهابَ الحَربِ قَد سَطَعا
الأَبْيَاتُ المُخْتَارَةُ مِنْ قَصيْدَةِ لَقِيْطِ بن يَعْمرَ الإِيَادِيَّ إِلَى قَوْمِهِ يُنْذِرُهُمْ بِوُصوْلِ عَسَاكِرِ الفُرْسِ إِلَيْهِمْ وَيُحَرِّضُهُمْ عَلَى الاسْتِعْدَادِ لِحَرْبِهِمْ يَقُوْلُ مِنْهَا:
مَا لِي أَرَاكُمْ نِيَامًا في بُلَهْنِيَّةٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
قُوْمُوا قِيَامًا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِكُمْ ... ثُمَّ افْزَعُوَا الأَمْنَ مَنْ فزَعَا
صُوْنُوا جِيَادَكُمُ وَاجْلُوا سُيُوفَكُمُ ... وَجَدِّدُوا لِلقِسيِّ النبْلَ وَالشُّرُعَا
وَاشْفُوا غَلِيْلِي بِرَأيٍ مِنْكُمُ حَسَنٌ ... يُضحِي فُؤَادِي لَهُ رَيَّانَ قَدْ نَقَعَا
وُقلِّدُوا أَمْرَكُمْ للَّهِ درَّكُمُ رَحْبَ ... الذِّرَاعِ بِأَمْرِ الحَرْبِ مُضْطَلِعَا
كَمَا لَكَ بن قِنَانٍ أَوْ كَصاحِبهِ ... زَيْدَ القَبَاحِينَ لَا فِي الحَارثين مَعَا
إِذَا عَابَهُ عَائِبٌ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ ... دَمِّثْ لِجَنْبِكَ قبل النَّوْمِ مُضْطَجَعَا
فَسَارُوا فَأَلْفُوْهُ أَخَا ثِقَةٍ ... في الحَرْبِ لَا نَاكِسًا رِخْصًا وَلَا هَلَعَا
لَا مُتْرفًا إِنْ رَخَاءُ العَيْشِ سَاعَدَهُ ... وَلَا إِذَا عَضَّ مَكْرُوْهٌ بِهِ خَشَعَا
مُسْتَنْجِدًا يَتَحَدَّى النَّاسَ كُلَّهُمُ ... لَوْ صَارَعُوهُ جَمِيْعًا في الوَغَى صَرَعَا
مَا زَالَ يَحْلِبُ دُرَّ الدَّهْرِ أَشْطُرهُ ... يَكُوْنُ مُتَّبِعًا يَوْمًا وَمُتَّبَعَا
حَتَّى اسْتَمَرَّتْ عَلَى شَزَرٍ سَرِيْرَتهُ ... مُسْتَحْكِمَ السِّنِّ لَا قَحْمًا وَلَا وَرعَا
عَبْل الذِّرَاعِ أَبِيًّا ذَا مُزَابَنَةٍ ... في الحَرْبِ يَحْتَبِلُ الرِّئْبَالَ وَالسَّبعَا
يَقُوْلُ في آخِرِهَا:
إِنِّي بَذَلْتُ لَكُمْ نُصْحِي بِلَا دَخَلٍ ... فَاسْتَيْقِظُوا إِنَّ خَيْرَ العِلْمِ مَا نَفَعَا