9812 - عُلُوًا فِي الحَيَاةِ وَفِي المَمَاتِ ... بِحَقٍ أَنتَ إِحدَى المُعجِزَاتِ
أبْيَاتُ أَبِي الحَسَنِ بن الأنْبَارِيّ فِي الوَزِيْرِ أَبِي طَاهِرٍ بنِ بَقِيَّةَ لَمَّا صلِبَ يَرْثِيْهِ أوَّلُهَا (?):
عُلُوًا فِي الحَيَاةِ وَفِي المَمَاتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
كَأَنَّ النَّاسَ حَوْلَكَ حِيْنَ قَامُوا ... وُفُودٌ بِذَاكَ أيَّامَ الصِّلَاتِ
كَأنَّكَ قَائِمٌ فَيْهِم خَطِيْبًا ... وَكُلَّهُمُ قِيَامٌ لِلصَّلاةِ
مَدَدْتَ يَدَيْكَ نحْوَهُمُ اقْتِفَاءً ... كَمَدِّهِمَا إلَيْهِمْ بِالهِبَاتِ
وَلَمَا ضَاقَ بَطْنُ الأرْضِ عَنْ أنْ ... تَضُمَّ عُلَاكَ مِنْ بَعْدِ المَمَاتِ
أصَارُوا الجوَّ قَبْركَ وَاسْتَعَاضُوا ... مِنَ الأكْفَانِ ثَوْبَ السَّافِيَاتِ
لِعِظْمكَ فِي النُّفُوسِ تَبيْتُ تُرْعَى ... بِحُفَّاظٍ وَحُرَّاسٍ ثِقَاتِ
وَتَشْعَلُ عِنْدَكَ النِّيرَانُ لَيْلًا ... كَذَلِكَ كُنْتَ أيَّام الحَيَاةِ
أسَأتَ إِلَى النَّوَائِبِ فَاسْتَثَارَتْ ... فَأنْتَ قَتِيْلُ ثَأرِ النَّائِبَاتِ
وَكنْتَ تُجيْرُ مِنْ صَرْفِ اللَّيَالِي ... فَعَادَ مُطَالِبًا لَكَ بِالتَّرَاتِ
وَلَمْ أرَ مِثْلَ جَذْعِكَ قَط جَذْعًا ... تَمَكَّنَ مِنْ عِنَاقِ المَكْرُمَاتِ
وَكُنْتَ مَعْشَرٍ سَعْدًا فَلَمَّا ... مَضَيْتَ تَفَرَّقُوا فِي المُنْحِسَاتِ
وَلَوْ أنِّي قَدرْتُ عَلَى قِيَامِي ... بِفَرْضكَ وَالحُقُوقِ الوَاجِبَاتِ
مَلأْتُ الأرْضَ مِنْ نَظْمِ القَوَافِي ... وَنُحْتُ بِهَا خِلَالَ النَّائِحَاتِ
وَلَكِنِّي أُصَبِّرُ عَنْكَ نَفْسِي ... مَخَافَةَ أنْ أُعَدَّ مِنَ الجُنَاةِ
وَمَالَكَ تُرْبَةٌ فَأقولُ تُسْقَى ... لأنَّكَ نَصْبُ عَيْنِ الهَاطِلَاتِ
عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الرَّحْمَنِ تتْرَى ... بِرَحْمَاتٍ غَوَادٍ رَائِحَاتِ
وَقَالَتْ عِنَانٌ جَارِيَةُ النَّاطِقِيِّ فِي مَصلُوبٍ أَيْضًا (?):