قَالَ: ومن حديث ذلك أن طَرفَة خَرَج مَعَ عمِّهِ وَهُو صبيٌّ فنَزلَا بَعضَ الميَاهِ وَخَرجَ طرَفةُ بفَخٍّ لَهُ فنصَبَهُ لِلقَنابرِ وقَعَد عَمُّهُ ينتَظرُهُ عامةَ يَومهِ وَالقنَابِرُ في ذلك يُحاذرن الفخَّ وينقُرنَ مَا حَولَهُ فلمَّا أعَيينَهُ قال طَرفَةُ (?):
قَاتلَكُنَّ اللَّهُ مِن قَنابِرِ
مُهَيَّئاتٍ بإلف لا نَوافِرِ
فَلا سُقيتُنَّ بغُرِّ المَاطِرِ
ولا رَعَيتُنَّ بصوب الحَاجِرِ
قَالَ: ثم انتَزَعَ فَخَّهُ ومَضى لحيِّه فلمَّا رَجَعَ رآهُنَّ يلقُطنَ مَا كَانَ حَولَ الفخِ من الحبِّ فَقَال (?):
يَا لَكِ من قُبرةٍ بمَعمَرِ
الأَبياتُ الخَمس، فلمَّا سَمِعَ عمُّهُ شِعرَهُ ضَمَّهُ إِليهِ وقَالَ لَئِنْ بَقيتَ لتَكُونَنَّ شَاعرَ قَومِكَ وَسَارَ شعرُهُ هَذَا مثلَا.
قَال المُفَضَّل الضِبِيُّ هُو طَرفَةُ بنُ العَبدِ بنِ سُفيَانَ بنِ سَعدِ بن مَالِكِ بنِ ضُبَيعَةَ بنِ قَيس بن ثَعلَبَة.
7884 - خَلَتْ لِلكِلَابِ عَرِيْنُ الأُسُودِ ... وَضَاقَتْ عَلَى الأُسدِ آجَامُهَا
الرَّضِيّ المُوسَويّ:
7885 - خَلَا مِنْكَ طَرفِي وَامْتَلَا مِنْكَ خَاطِرِي ... كَأنَّكَ مِنْ عَيْنِي نُقِلتَ إِلَى قَلبِيْ
قَبْلَهُ:
جَرَتْ خَطْرَةٌ مِنْهَا وَفِيْ القَلْبِ عَطْشَةٌ ... رَفَعْتُ لَهَا رَأسِي مِنَ البَارِدِ العَذْبِ
خَلَا مِنْكَ طَرفِيْ وَامْتَلَا مِنْكَ خَاطِرِي البَيت.