قَبْلَهُ:
أُحْسُدُ عَلَى نَيْلِ المَكَارِمِ وَالعُلا ... إِذْ لَمْ تَكُنْ في حَالَةِ المَحْسُودِ
حَسَدُ الفَتَى فِي المَكْرُمَاتِ. . . البَيْتُ.
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي الحَسَدِ: أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ. أَمَّا فِي السَّمَاءِ فَحَسَدَ إبْلِيْسُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَتَّى امْتَنَعَ مِنَ السُّجُودِ لَهُ، وَأَمَّا فِي الأرْضِ فَحَسَدَ قَابِيْلُ أخَاهُ هَابِيْلَ لَمَّا تُقُبِّلَ مِنْهُ القُرْبَانُ حَتَّى قَتَلَهُ. وقَالَ أنسُ ابْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رُفِعَتِ البَرَكَةُ عَن خَمْسَةٍ: عَنِ النَّاكِثِ وَالبَاغِي وَالحَسُودِ وَالحَقُودِ وَالخَائِنِ. وقَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ: الحَسَدُ دَاءُ الجَسَدِ. وقَالَ آخَرُ: الحَسُودُ لا يَسُودُ. وقَالَ آخَرُ: الحَسَدُ وَالكَذِبُ وَالنِّفَاقُ أثَافِي الذُّلِّ. وقَالَ آخَرُ: الحَاسِدُ مُغْتَاظٌ عَلَى مَنْ لا ذَنْبَ لَهُ بَخِيْل بِمَا لا يَمْلِكُهُ طَالِبٌ لِمَا لا يَجِدُهُ. وقَالَ آخَرُ: لا يَرْضى عَنْكَ الحَاسِدُ أو يَمُوتَ. وقَالَ آخَرُ: عُقُوبَةُ الحَاسِدِ مِن نَفْسِهِ يَأخُذُ نَصيَبهُ مِنَ الغُمُومِ كَالنَّاسِ وَيُضَافُ إِلَى ذَلِكَ غَمُّهُ بِسُرُورِهِم فَهَذَا أبَدًا مَغْمُومٌ مَهْمُومٌ. مَنْ حَسَدَ مَنْ دُونهِ قَلَّ عُذْرُهُ، وَمَن حَسَدَ نَظِيْرَهُ كَدَّرَ عَيْشَهُ، وَمَن حَسَدَ مَنْ فَوْقِهِ تَعِبَتْ نَفْسَهُ. قَالَ الشَّاعِرُ (?):
وَتَرَى الكَرِيْمَ مُحَسَّدًا لَمْ يَحْتَرمْ ... شتمَ الرِّجَالِ وَعرضُهُ مَشْتُومُ
حَسَدُوا الفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ ... فَالناسُ أعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُومُ
كَضرَائِرِ الحَسْنَاءِ قِلْنَ لِوَجْهِهَا ... حسَدًا وَبَغْيًا إنَّهُ لَذَمِيْمُ
وَمِثْلُهُ قَوْلُ أبي شُرَاعَة:
أتَاني أَنَّ أقْوَامًا شَكَوهُ ... لَقَدْ خَانُوا وَقَدْ لاقُوا أثَامَا
هُوَ الحَسْنَاءُ إِنْ فَتّشتِمُوهُ ... وَمَا أن تعدمَ الحَسْنَاء ذامَا
7503 - حَسَدُوا الفَتى إذ لَم يَنالوا سَعيهُ ... فَالنَّاس أعدَاء لَهُ وَخُصُومٌ