وَمِنْ بَابِ (جَاءَ الشِّتَاءُ) قَوْلُ الحَرِيْرِيّ فِي مَقَامَاتِهِ (?):
جَاءَ الشتَاءُ وَعِنْدِي مِنْ حَوَائجِهِ ... سَبع إِذَا القَطْرُ عَنْ حَاجَاتِنَا حبسَا
كِنٌّ وَكِيْسٌ وَكَانُون وَكَأسُ طُلَى ... مَعَ الكَبَابِ وَكُسٍّ نَاعِمٍ وَكِسَا
قَالَ آخَرُ:
جَاءَ الشِّتَاءُ وَمَا الكَفَاتُ حَاضِرَةٌ ... وَإِنَّمَا حَضَرَتْ عَنْهُنَّ أبْدَالُ
قُلٌّ وَقُرٌّ وَقَلْبٌ مُوْجَعٌ وَقلًى ... وَقَادِرٌ هَاجِرٌ وَالقِيْلُ وَالقَالُ
وقَال جَمَالُ الدِّيْنِ يَاقُوتُ الكَاتِبُ رَحَمَهُ اللَّهُ:
جَاءَ الشِّتَاءُ بِبَرْدٍ لا مَرَدَّ لَهُ ... وَلَمْ يُطق حَجَرٌ قَاسٍ يُقَاسِيْهِ
لا الكَأسُ عِنْدِي وَلَا الكَانُونُ مُتَّقِدٌ ... كَنَّى ظَلامِي وَكِيْسٌ قَلَّ مَا فِيْهِ
دعَ الَبَابَ وَخَلِّ الكُسَّ وَاأسَفًا ... عَلَى كُسًا اتَغَطَّى فِي دَيَاجِيْهِ
وَوُجِدَ بَعْضُ الأعَرَابِ وَهُوَ يَتَكَفْكَفُ مِنَ البَرْدِ وَيَقُولُ (?):
جَاءَ الشِّتَاءُ وَمَسَّنَا قَرُّ ... وَأصَابَنَا فِي عَيْشِنَا ضُرُّ
ضُرٌ وَفَقْر نَحْنُ بَيْنَهُمَا ... هَذَا لَعَمْرُ أبِيْكُمُ الشَّرُّ
وقَالَ أعْرَابِيٌّ آخَرُ (?):
جَاءَ الشِّتَاءُ وَلَيْسَ عِنْدِي دِرْهَمُ ... وَلَقَدْ يُصَابُ بِمِثْلِ هَذَا المُسلِمُ
وَتَقَسَّمَ النَّاسُ الجَبَابَ وَغَيْرُهَا ... وَكَأنَّنِي بَفنَاءِ مَكَّةَ مُحرِمُ
وقَالَ جَحْظَةُ البَرْمَكِيُّ (?):
جَاءَ الشِّتَاءُ وما عِنْدِي لَهُ وَرَقٌ ... مِمَّا وَهَبْتَ وَمَا عِنْدِي لَهُ خلَعُ
كَانَتْ فَبَدَّدَهَا جُودٌ وَلَعْتُ بِهِ ... وَلِلْمَسَاكِيْنِ أَيْضًا بِالنَّدَى وَلَعُ